ولا يخفى على كل ذي لُبٍّ أن المتغيرات الاجتماعية في ظل المتغيرات الحياتية، ووسائل الاتصال الحديثة نتج عنها بعض التغيير على الكيان الأسري من ضعف التواصل، وقلة الاجتماع، وكثرة القطيعة، مع ضعف الوازع الديني، وإذا استمر هذا التصدع في الأسرة أوشك أن يؤثر ذلك في التماسك الاجتماعي، وعندما ضعف الترابط الأسري كثرت الجرائم، وزادت المشكلات، وارتفعت نسب الطلاق، وأُقيمت القضايا في المحاكم، وبهذا قلَّ التواصل بين الأرحام، وكثرت القطيعة حتى غدت ظاهرة التفكك الأسري ظاهرة العصر، وزادت نسب العقوق في الناس لأقرب الناس، فهناك آباء يعقون الأبناء، وأبناء يعقون الآباء، وإذا كان هذا عند أقرب النَّاس فما بالنا بباقي الأرحام وذوي القربى.
ولمَّا كانت صلةُ الرحمِ من الأهمية بمكان، فرضها الله في جميع الأديان السماوية السابقة، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا