للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفاوت أذهانهم وأفهامهم وإدراكاتهم، ونسبته إلى القلب كنسبة النور الباصر إلى العين" (١).

قال أبو حاتم:

"نبغ أقوامٌ يدَّعُون التَّمكن من العَقْل باستِعمال ضِدّ ما يُوجبُ العقل من شهَواتِ صُدُورهم، وَترْك ما يُوجِبُه نَفْسُ العقل بهجَمَات قُلُوبِهِم، جَعَلُوا أسَاسَ العقل الذي يَعقدُون عليه عند المعضلات: النِّفاق والمُدَاهَنَة، وفُرُوعه عند ورُود النائِبَات حُسنَ اللباس والفَصَاحَة، وزَعَمُوا أن من أَحْكَم هذه الأشيَاء الأرْبع فهو العاقل! " (٢).

* من هو العاقل؟

هو الذي يحبس نفسه ويرُدُّها عن هواها، وسُمي العقلُ عقلًا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك، أي يحبسه، وقيل: العقلُ هو التمييز الذي به يتميز الإنسان من سائر الحيوان.

وقال ابن الأنباري: رجل عاقل، وهو الجامع لأمره ورأيه.

وقال صاحب المحكم كما في "تهذيب الأسماء واللغات": العقل ضد الحمق، والجمع عقول، عقل يعقل عقالًا، وعقالًا فهو عاقل من قوم عقلاء.

* محل العقل:

قيل العقل جوهر روحاني، خلقه الله تعالى متعلقًا ببدن الإنسان، وقيل:


(١) "مدارج السالكين" (١/ ٤٤٦).
(٢) "روضة العقلاء" (ص ١٦).

<<  <   >  >>