للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَعَرَفَهَا. قال: فَمَا عَمِلتَ فِيهَا؟ قال: تَعَلَّمتُ العِلمَ وَعَلَّمتُهُ وَقَرَأتُ فِيكَ القُرآنَ. قال: كَذبتَ، وَلَكِنكَ تَعَلمتَ العِلمَ لِيقَالَ: عَالِم، وَقَرَأتَ القُرآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَد قِيلَ. ثُم أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حَتى أُلقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجلٌ وَسَّع اللهُ عَلَيهِ وَأَعطَاهُ من أَضنَاف المَالِ كُلِّهِ، فَأُتيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا. قال: فَمَا عَمِلتَ فِيهَا؟ قال: مَا ترَكتُ من سَبِيلِ تُحِبُّ أَن يُنفَقَ فيهَا إلاَّ أَنفَقتُ فِيهَا لَكَ. قال: كَذبتَ. وَلَكِنكَ فَعَلتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ. فَقَد قِيلَ. ثُم أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ، ثُم أُلقِيَ فِي النَّارِ .. " (١). والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

قال النووي -رحمه الله-: "الإخلاص إفراد الحق في الطاعة بالقصد، وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر من تصنع لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة، أو مدح من الخلق، أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى .. ، وينبغي أن لا يقصد به توصلًا إلى غرض من أغراض الدنيا من مال، أو رياسة، أو وجاهة، أو ارتفاع على أقرانه، أو ثناء عند الناس، أو صرف وجوه الناس إليه، أو نحو ذلك" (٢).

٢ - تجويد القراءة:

التجويد لغة: التحسين والإتقان.

واصطلاحًا: تلاوة القرآن الكريم بإعطاء الحروف حَقَّها ومُستحقَّها في النطق.


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٣٢٢)، ومسلم (١٩٠٥) في كتاب الإِمارة، باب: من قاتل للرياء والسمعة استحق النار.
(٢) "التبيان في آداب حملة القرآن" (١٤).

<<  <   >  >>