ويُروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "من حق العالم عليك إذا أتيته أن تسلم عليه خاصة، وعلى القوم عامة، وتجلس قدامه، ولا تشر بيديك، ولا تغمز بعينيك، ولا تقل: قال فلان خلاف قولك، ولا تأخذ بثوبه، ولا تُلحَّ عليه في السؤال"(١).
وقال الإمام الشافعي:"ما أعلم أني أخذت شيئًا من الحديث ولا القرآن أو النحو أو غير ذلك من الأشياء مما كنت أستفيد إلا استعملت فيه الأدب، وكان ذلك طبعي إلى أن قدمت المدينة، فرأيت من مالك ما رأيت من هيبته وإجلاله العلم، فازددتُ من ذلك حتى ربما كنت أكون في مجلسه فأصفِّح الورقة تصفحًا رفيقًا؛ هيبةً له لئلا يسمع وقعها".
[من آداب طالب العلم مع العالم]
لقد أكثر أهل العلم من الكلام عن أسلوب التعامل مع العالم في مجلسه والأدب معه، مما هو مذكور بتوسع في كتب آداب العالم والمتعلم، وحق لهم ذلك، ومن هذه الآداب على سبيل التمثيل:
١ - تواضع الطالب لشيخه:
لا ينال العلم إلا بالتواضع وإلقاء السمع، وتواضع الطالب لشيخه رفعةٌ، وذله له عزٌّ.
(١) "جامع بيان العلم وفضله" (٩٩٢)، و"الجامع" للخطيب (٣٤٧).