للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل لابن المبارك: "ما خير ما أُعطيَ الرجل؟

فقال: غريزة عقل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أدبٌ حسن، قيل: فإن لم يكن؟ قال: صمتٌ طويلٌ، قيل: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل" (١).

قال أبو حاتم: "فالواجب على العاقل: أن يكون بِمَا أحْيَا عقله من الحكمة أكلَفَ (أي أشد تعلقًا وانشغالاً) منه بما أحيا جسده من القوت؛ لأنَّ قوت الأجساد المطاعم، وقوت العقل الحكم، فكما أن الأجساد تموت عند فقد الطعام والشراب، وكذلك العقول إذا فَقَدت قُوتَها من الحِكْمة ماتت" (٢).

قال الماوردي: "واعلم أنّ بالعقلِ تُعرفُ حقائقُ الأمورِ .. ، وبه يَمتَازُ الإنسانُ عن سائرِ الحيوانِ، فإذا تَمَّ في الإنسانِ سُميَ عاقلًا، وخرج به إلى حَدِّ الكمال" (٣).

قال بعضهم:

إذ تم عقل المرء تمت أمُورُه ... وتَمَّت أياديه وتم بناؤُهُ

فإن لم يكن عقل تَبيَّن نقْصُه ... ولو كانَ ذا مال كثيرًا عَطاؤُهُ

* ثمرة العقل:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

"ثمرة العقل الذي به عُرف الله سبحانه وتعالى، وأسماؤهُ، وصفاتُ


(١) "روضة العقلاء" (١٧).
(٢) "روضة العقلاء" (١٨).
(٣) "أدب الدنيا والدين" (١٢).

<<  <   >  >>