كتاب موسوعة الأخلاق - الخراز

الأدب مع القرآن الكريم - فضل تلاوة القرآن الكريم - ص: 156

عبادة أيضاً، ولكن أيهما أفضل عند العلماء؟ هذا ما سنعرفه بإذن الله تعالى.

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن سَرَّهُ أن يُحب الله ورسوله، فَليقرأ في المُصحَف" (١).

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "أديموا النظر في المصاحف" (٢).

وعن عبد الله قال: "تعاهدوا هذه المصاحف -وربما قال: القرآن- فلهو أشد تفصيًا من صدور الرجال من النَّعَم من عُقُلِه" (٣).

وعن يونس قال: "كان خُلُقُ الأولين النظر في المصاحف" (٤).

قال الإمام النووي -رحمه الله-: "قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب؛ لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة، فتجتمع القراءة والنظر هكذا.

قال القاضي حسين من الشافعية، وجماعات من السلف، ونقل الغزالي في "الإحياء" أن كثيرين من الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يقرءون من المصحف، ويكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف؛ وروى ابن أبي داود القراءة في المصحف عن كثيرين من السلف، ولم أرَ فيه خلافًا؛

---

(١) حسن. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٢٠٩)، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن وتلاوته" (١١٥)، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (٦٢٨٩).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢/ ٤٩٩)، والفريابي في "فضائل القرآن" (١٤٩، ١٥٠).
(٣) صحيح. أخرجه أحمد (١/ ٣٨١).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢/ ٤٩٩).