للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢)} [النساء: ٨٢].

وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)} [ص: ٢٩].

قال الشوكاني -رحمه الله-: "وفي الآية دليل على أن الله سبحانه إنما أنزل القرآن للتدبر والتفكر في معانية، لا لمجرد التلاوة بدون تدبر" (١).

وقال -عز وجل-: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (٦٨)} [المؤمنون: ٦٨].

وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)} [محمد: ٢٤].

وقد امتدح الله سبحانه البكائين في القرآن الكريم فقال {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (١٠٨) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩)} [الإسراء ١٠٧: ١٠٩].

قال ابن قيم الجوزية: "فلا شيءَ أنفعُ للقلب من قراءة القرآن بالتَّدبرِ والتفكر؛ فإنه جامع لجميعِ منازل السائرين وأحوال العاملين ومقامات العارفينَ، وهو الذي يُورثُ المحبةَ والشوقَ والخوفَ والرجاءَ والإنابةَ والتوكلَ والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياةُ القلب وكمالُهُ.

وكذلك يزجرُ عن جميع الصفات والأفعالِ المذمومةِ التي بها فسادُ


(١) "فتح القدير" (٤/ ٤٣٠).

<<  <   >  >>