للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَصَّرَ عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مر بآيةِ رحمةِ استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوذَ، أو تنزيه عظم، أو دعاء تضَرَّع وطلب.

أخرج مسلم عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح البقرة فقرأها، ثم آل عِمرانَ فقرأها، ثم النساء فقرأها، يقرأ مُتَرَسَّلًا، إذا مر بآيةٍ تسبيحٍ سَبَّحَ، وإذا مر بسؤالِ سأل، وإذا مرَّ بتعوذٍ تعوذ.

وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بآية يرددها حتى أصبح.

عن أَبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: قَامَ النبِي - صلى الله عليه وسلم - بِآيَةِ حَتى أَصبَحَ يُرَدِّدُهَا وَالآيَةُ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨)} [المائدة: ١١٨] (١).

عن عبد الوهاب بن عباد بن حمزة عن أبيه عن جده قال: بعثتني أسماء إلى السوق وافتتحت سورة الطور فانتهت إلى قوله {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: ٢٧]، فذهبت إلى السوق ورجعت وهى تكرر {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}.

وعدد الإمام المروَزي المتوفى سنة ٢٩٤ هـ في كتابة (قيام الليل وقيام رمضان) (٦٤) روايات كثيرة عن السلف في ترديد الآيات بعد مرة يتدبرون فيها مما يدل على وقوعها في قلوبهم.

قال ابن القيم-رحمه الله-: وهذه كانت عادةَ السَّلف يُرَدّدُ أحدهم الآيةَ إلى الصباح (٢).


(١) حسن. أخرجه ابن ماجه (١٣٥٠) في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، والنسائي (١٠١٠).
(٢) "مفتاح دار السعادة" (١/ ٥٥٣).

<<  <   >  >>