قال العلامة الألباني:"وهذه سنة أعرض عنها جمهور القراء في هذه الأزمان؛ فضلًا عن غيرهم"(١).
ثم قال:"وهذا مطلق غير مقيد بـ: (الفاتحة)، وإنما تلتها على سبيل المثال؛ لا على طريق التحديد. قال في "الزاد" (١/ ١٢٥): "وهذا هو الأفضل: الوقوف على رؤوس الآيات؛ وإن تعلقت بما بعدها. وذهب بعض القراء إلى تتبع الأغراض، والمقاصد عند انتهائها.
واتباع هدي النبي وسنته أولى؛ وممن ذكر ذلك البيهقي في "شعب الإيمان" وغيره، ورجح الوقوف على رؤوس الآي؛ وإن تعلقت بما بعدها".
وقال الشيخ علي القاري: "أجمع القراء على أن الوقف على الفواصل وقف حسن؛ ولو تعلقت بما بعدها" اهـ.
قلت: هذا كان هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في القراءة لكتاب الله سبحانه، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، أما أصحاب العواطف الذين يظنون أنهم يرغبون الناس في الإكثار من الختمات ولو على حساب الإخلال بأحكام التلاوة والتدبر، وفي أقل من الهدي النبوي، فإنهم يخالفون النبي - صلى الله عليه وسلم - قولًا وفعلًا، بل تصبح القراءة عندهم أشبه بالهذا لا سيما إذا خلت أيضاً من التدبر والفهم، ومراتب التلاوة الأربع عندما يذكرها العلماء فإنهم يذكرون بالحد المحمود فيها لتحقيق أحكام التلاوة والتدبر، وما سواها فمذموم هذَّا أو مطًا.
(١) "أصل صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -" (١/ ٢٩٤).