ثم حذرهم أن يخالفوا أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال -عز وجل-: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور: ٦٣].
ثم فرضَ على الخلق طاعته - صلى الله عليه وسلم- في نَيِّف وثلاثين موضعًا من كتابه -عز وجل-.
وقيل لهذا المعارض لسنن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: يا جاهل، قال الله -عز وجل- {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[البقرة: ٤٣].
أين تجد في كتاب الله -عز وجل- أن الفجر ركعتان، وأن الظهر أربع، وأن العصر أربع، وأن المغرب ثلاث، وأن العشاء أربع؟ وأين تجد أحكام الصلاة ومواقيتها، وما يصلحها وما يبطلها إلا من سنن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ومثلها الزكاة، أين تجد في كتاب الله -عز وجل- من مائتي درهم خمسة دراهم، ومن عشرين دينارًا نصف دينار، ومن أربعين شاة شاة، ومن خمس من الإبل شاة، ومن جميع أحكام الزكاة، أين تجدها في كتاب الله -عز وجل-؟
وكذلك جميع فرائض الله -عز وجل-، التي فرضها الله جل وعلا في كتابه، لا يُعلم الحكم فيها، إلا بسنن الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
هذا قول علماء المسلمين، من قال غير هذا خرج عن ملة الإسلام، ودخل في ملة الملحدين، نعوذ بالله تعالى من الضلالة بعد الهدى" (١).