الفواحش والمنكرات، ولا يستطيع تغييرها، أو أمّ تدفع بناتها للتعرف على الشباب الماجن عند زيارتها، أو أم مطلقة كلما زارها أولادها أخذت تدرسهم طريق الانحراف والضياع نكاية بطليقها، أو أب يطرد أبناءه عند زيارتهم له لدينهم وتمسكهم بالسنة النبوية، وعلى هذا فقس، ومثل هؤلاء الفساق يمكن صلتهم عن طريق الوسائل الحديثة (الهاتف) بالسلام والكلام فقط؛ حفظًا لدين الواصل وإيمانه، ولكنه يجتهد في نصحهم ما أمكن، فإن عجز عن ذلك هجرهم هجرًا جميلًا، ودعا لهم بالهداية بظهر الغيب.
وقال ابن أبي جمرة:"المعنى الجامع للصلة: هو إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر حسب الطاقة".
وقال النووي:"صلةُ الرحم هي الإحسانُ إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول، فتارةً تكونُ بالمالِ وتارةً بالخدمةِ، وتارةً بالزيارة والسلام وغير ذلك"(١).
قلت: وتكون كذلك بعيادة المريض، وإجابة الدعوة والتهنئة بما يسر، والتعزية لكل مصيبة، وسداد الديون، وتفريج الكرب، والخدمة، والنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعوتهم لكل خير، وغير ذلك.