بحمد الله تعالى، وبعد أحداث الحادي عشر من (سبتمبر) لعام ٢٠٠١ ضغطت أمريكا على الأنظمة العربية، بضرورة إخراج الغربيين من بعض البلاد، وبالأخص من أسلم منهم، فتكدر أبي لهذا القرار، وعزم قبل العودة إلى إيطاليا أن يزور ثلاث دول عربية: دولة الكويت، ثم إمارة الشارقة في الإمارات، ثم مكة المكرمة، والمدينة النبوية، ويقدر الله سبحانه أن نصل إلى الكويت أولًا، ونستقر فيها بمساعدة أهل الخير، فعندما دخلنا الكويت أخذنا (فلان) بارك الله فيه، إلى ديوانه العامر بالإخوة الفضلاء، وندب الحضور إلى ضرورة مساعدتنا، وكنت أسمع حديثهم، وأبي جالسٌ إلى جانبي لا يفهم ما يقول الحضور؛ لأنه لا يحسن العربية، إلا إذا شرحت له، ومن سرورنا وسعادتنا أن تكفل بعضهم بالإقامة لنا، وآخر بالراتب، وثالث بأثاث الشقة، ورابع بأجرتها، وبعد أن خرجنا من الديوان وشرحت لأبي ما دار في الديوان فرح فرحا شديدًا، وحمد الله سبحانه، وقال: سبحان الله! كنت مهموماً مغمومًا، فأبدلني الله سبحانه فرجًا وسعةً، وتذكرت مناقب الأنصار مع المهاجرين، كيف فتحوا لهم القلوب والبيوت، وشاركوهم في الأموال والتجارة، فأنتم كذلك يا أهل الكويت، وقفتم مدي موقفا مشرفاً، زادكم الله فضلًا.
قال الابن جبريل: هذه قصة إسلام أبي, والحمد لله على نعمة الإسلام.
قلت: هل تأملتم سبب إسلام هذا الرجل، إنه موقف خلقي نبيل من هذه المرأة المسلمة، فلو أن كل مسلم ومسلمة امتثلوا آداب الإسلام بحق،