للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعدُ بأنثى، وكانوا يُسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهُما بالأخرى ليس بينها ذكر، والحام فحلُ الإبل يَضرب الضِرابَ المعدودَ، فإذا قضى ضِرابَهُ وَدَعوهُ للطواغيت وأعفوه من الحمل فلم يُحَمل عليه شيء، وسمَّوه الحامي" (١).

وقال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨)} [الأنعام: ٣٨].

عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الحُمُر فقال: "ما أنزل الله عليَّ فيها إلا الآية الفاذَّة الجامعة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} (٢).

وقد سمَّى الله تعالى بعض السور في القرآن الكريم بأسماء هذه الحيوانات والحشرات، لبيان مناسبتها في السور الكريمة وأهميتها، وما يستفاد منها، فسمَّى سورة البقرة، والأنعام، والنحل، والنمل، والعنكبوت، والفيل.

والإسلام هو أول من دعا إلى الرفق بالحيوان وحرم إيذاءه، ورفع الظلم عنه، غير أن دعاة الغرب وممن لا خلاق لهم من الشرق زعموا أنَّهم هم أرباب الرفق بالحيوان، ناسين أو متناسين تعذيبهم للحيوان كمصارعة الثيران والكباش والديكة، كما هو الحال في كثير من بلاد أوربا، لا سيما في "أسبانيا" من قتلهم الثيران بعد إرهاقهم في الحلبة، ثم القضاء عليهم بالرماح


(١) أخرجه البخاري في "التفسير" (٤٦٢٣ - فتح).
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ٢٦٢) وطرفه: "ما من صاحب كنز .. ".

<<  <   >  >>