للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: فإن معرفة ثمرات الأشياء، واستحضار حسن عواقبها؛ من أكبر الدواعي إلى فعلها، وتمثلها، والسعي إليها. والمرء إذا رغب في مكارم الأخلاق، وأدرك أنها من أولى ما اكتسبته النفوس، وأجل غنيمة غنمها الموفقون؛ سهل عليه نيلها واكتسابها.

فعلى المرء أن يستذكر دائمًا ويحتسب ثواب حسن الخلق.

عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه - قال: سألتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن البِرِّ والإثمِ؟ فقال: "البِرِّ حُسنُ الخلقِ، والأثمُ ما حَاكَ في صدرِكَ، وكرهتَ أَن يَطَّلعَ عليه النَّاسُ" (١).

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَثقَلُ شيءٍ فِي المِيزَانِ حُسنُ الخُلقِ" (٢).

وعن أنس -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أكملَ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهنم خُلقًا، وإن حُسنَ الخُلقِ لَيبلُغُ درجةَ الصومِ والصلاةِ" (٣).

وعن عائشة -رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "صِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسنُ الخُلُقِ وَحُسنُ الجِوَارِ، يُعَمرنَ الدِّيَارَ، وَيَزِيدانَ فِي الأَعمَارِ" (٤).


(١) أخرجه مسلم في البر والصلة (٢٥٥٣)، باب: فضل صلة أصدقاء الأب والأم.
(٢) صحيح. أخرجه ابن حبان (١/ ٣٥٠ - الإحسان)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (١٣٤).
(٣) صحيح، أخرجه البزار (٣٥ - الكشف)، وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٥٩٠).
(٤) صحيح. أخرجه أحمد (٦/ ١٥٩)، وقال الحافظ في الفتح: رجاله ثقات، وصححه شيخنا الألباني في "الصحيحة" (٥١٩).

<<  <   >  >>