للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢] روي مسلم في الباب الذي بعد هذا، عن جابر بن عبد الله عن النبي قال: (فِيمَا سَقَتِ الأَنْهَارُ وَالغَيمُ العُشْرُ (١)، وَفِيمَا سُقِيَ بِالسَّانِيَةِ نِصْفُ العُشْرِ) (٢)، قوله: (وَالغَيْمُ)؛ يعني: المطرَ الذي ينزل من الغيم، و (السَّانِيَة): الناقة التي تسقي الأرض، يقال: سَنَت الناقةُ تَسْنو فهي سانيةٌ، ولا يجب العشر حتى يبدو الصلاحُ في الثمار، وبدوُّ الصلاح: أن يَحمَرَّ البُسْر ويَصْفَرَّ، ويتموَّهَ العنبُ، أي: يقع فيه الماء.

وقوله: (خَمْسَةِ أَوسُقٍ)، قال أهل النحو (٣): الجمع جمعان: قليل وكثير، والقليل: ما دون العشرة، والكثير: ما فوق العشرة، وسُمّي الأول الجمع القليل، ويسمى أدنى العدد، وهو على أربعة أبنية: أَفْعُل كأَوْسُق في جمع وَسَق، وأَفْعال كأوساق، وأَفْعِلة كأجربة في جمع جَريب، وفِعْلة كصبية في جمع صبي، فأما أَفْعُل وأفعال فالثلاثي، وأفعِلة وفِعلة لما زاد على الثلاثي، وليس في أدنى العدد أخفُّ من أَفْعُل، [فجُعل] (٤) ذلك لجمع فَعْلٍ؛ لأن فَعْلا أخفُّ الأبنية الثلاثية، وجُعل أفعال لسائر الأبنية الثلاثية، وأَفْعِلة وفعلة ثقيلان؛ لمكان حرف التأنيث فيهما، فجُعلا لما زاد على الثلاثي.


(١) اللفظ عند مسلم: (العشُور) واختلفوا هل هو بالفتح أم بالضم، قال عياض في الإكمال ٣/ ٤٦٧: (كذا رُوِّيناه عن عامة شيوخنا العَشور - بفتح العين المهملة - وهو اسم المخرج)، وقال النووي : (ضبطناه: العُشور بضم العين جمع عشر … وهو الصواب) شرح مسلم ٧/ ٥٤، وروي: (العشر) عند البخاري: ١٤٨٣.
(٢) أخرجه برقم: ٩٨١، وكذلك أبو داود: ١٥٩٧.
(٣) ينظر: الكتاب لسيبويه: ٣/ ٤٩٠، شرحه للسيرافي: ٤/ ٣٠٦، علل النحو لابن الوراق: ٥١٩، العدد في اللغة لابن سيده ٢٣.
(٤) في الأصل (فجمع) والسياق يقتضي المثبت.

<<  <   >  >>