للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكالإمام السخاوي التي أتم كتاب نتائج الأفكار لشيخه ابن حجر العسقلاني.

وإما أن يكون عالما وفيا، معظما لجهد غيره، راغبا في نشره وتمام خيره، ككتاب المهذب للإمام النووي، فقد أتمه تاج الدين السبكي، والنفح الشذي السالف الذكر، وتفسير الجلالين الذي بدأه جلال الدين المحلى، وأتمه السيوطي.

وقد يكون ابنا بارا صالحا، جاريا على سنن أبيه في العلم والصلاح، ككتاب المحلى لابن حزم، فقد مات دون إتمامه، فأتمه ابنه أبو رافع من كتاب الإيصال، وكذلك رد المحتار لابن عابدين، أتمه ابنه محمد، وكتاب طرح التثريب في شرح التقريب للحافظ العراقي، فقد أتمه ابنه ولي الدين، وغيرها من المؤلفات.

ومن نكت هذا الضرب من التأليف، أن يتولى الأب ما بدأه الابن وهذا - بلا شك - من بر الوالد، بولده، ورضاه عنه، واعترافه له بالمكانة والفضل، خاصة إن كان الأب من العلماء الحفاظ المبرزين، ولم أجد لهذا إلا مثالين اثنين:

* كتاب الدلائل في غريب الحديث، لأبي محمد القاسم بن ثابت العوفي السرقسطي (٣٠٢ هـ): وهو من أجل ما ألف في هذا العلم، جعله كالذيل على غريب أبي عبيد وغريب ابن قتيبة، وقد فاجأته المنية دون إتمامه، وعُمِّر أبوه الحافظ الكبير ثابت بن حزم السرقسطي (٣١٣) هـ)، فأتم الكتاب وأظهره للناس وحدث به (١).

* كتاب التحرير في شرح صحيح مسلم: وهو كتابنا هذا، فقد ابتدأه - كما


(١) ينظر: الديباج المذهب: ١/ ٣١٩، وإنباه الرواة: ١/ ٢٩٧، والرسالة المستطرفة: ص ١٥٥، وتاريخ الأدب العربي: ٨/ ١١٠، ومقدمة تحقيق الدلائل للدكتور محمد القناص.

<<  <   >  >>