أسلفنا - أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الأصبهاني، وأتمه أبوه، ومعه شرح صحيح البخاري كذلك.
والذي يعنينا في هذا المبحث؛ ليس إثبات نسبه الكتاب إلى مؤلفه، فذلك ثابت على الوجه الذي ذكرناه من البدء والإتمام، وإنما يعنينا أن نتعرف على القدر الذي كتبه الابن وهل وصلنا منه شيء في المخطوطة التي بين أيدينا؟
والجواب - كما سنبين - أن الذي وصلنا من الكتاب كله للأب الحافظ قِوام السنة، ولم يصلنا شيء مما كتبه الابن والدليل على ذلك أمور:
١ - الجزء المفقود من أول الكتاب هو من بداية الشرح إلى آخر كتاب الجنائز، وهو جزء لا بأس به، فيكون احتمال الضياع واردا على كل ما كتبه الابن لأنه لم يبلغ هذا القدر كما سنبين.
٢ - في شرح الإمامين لصحيح البخاري نص نفيس، يمكن من خلاله أن نتبين صاحب الجزء الذي بين أيدينا، فقد نص فيه قوام السنة ﵀ على الموضع الذي أكمل منه شرح ولده؛ حيث قال:(وإليه انتهى مَا تولاه ولَدِي أبو عبد الله ﵀ ونوَّر قبرَه من شَرح الكتَاب، ومن هَاهُنا تَولَّيتُ أَنَا شَرحَه، فأقولُ وأَستَمِدُّ المعُونَة مِنَ الله، وأَسأَله أن يُجريَ في ذَلِك الصَّواب علَى لسَاني، وأن يُجزل الثَّوابَ لابني أبي عبدِ الله ﵀ لِسَبقه إلى هَذا الشَّرح، وشَرح كِتَاب مُسلمٍ)(١).
فأمكننا أن نقارن بين أسلوبي المؤلفين، لنتعرف على صاحب الجزء الذي وصلنا من صحيح مسلم، ثم إنه بهذا يفترض أن يكون قوام السنة ﵀؛ قد نص
(١) شرح صحيح البخاري لقوام السنة الأصبهاني (٢/ ١١٣).