للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذلك على الموضع الذي أكمل منه شرح مسلم، خاصة أن احتفاءه به أشد وأقوى، فقد ورد - كما مر - أنه دعا الناس يوم فراغه منه، وعمل مأدبة، وصنع حلاوة كثيرة (١)، ولا نجد في الجزء الذي وصل إلينا شيئا من ذلك.

٣ - بالمقارنة بين ما وصلنا من شرح مسلم، وما في شرح البخاري من إملاء الإمامين، نلمس تطابقا واضحا، وانسجاما كبيرا مع أسلوب قِوام السنة؛ وطريقة شرحه، بحيث لا يماري في هذا أحد، ولو بالنظرة العجلى في الكتابين، ففي أسلوب قِوام السنة معالم وإشارات لا تخفى، تميزه عن أسلوب ولده، ومن ذلك:

* أن للأب عباراتٍ يُكثِر من استعمالها، لا نجدها إطلاقا في شرح الابن من ذلك تكراره لـ: (قَالَ صَاحِبُ المُجمَل)، (قَالَ أَهلُ اللُّغَة)، (قَالَ صَاحِبُ الغَرِيبَين)، وهو نفس ما تكرر في مواضع كثيرة في شرح مسلم.

* أن الابن يسوق فقه الحديث مع المباحث اللغوية، سياقا واحدا، وأما الأب فقد سلك مسلكا آخر، وهو البداءة بفقه اللغة، ثم ذكر ما في الحديث أو بعضه من الفقه والأحكام، مشيرا إلى ذلك بقوله: (وَفِيهِ)، (وَمِن فِقهِ الحَدِيثِ)، (وَفِيهِ دَلَالَةٌ … )، وهو ما لا نجده في شرح الابن.

* نجد فيما وصلنا أن المؤلف قد أسند، بعض الأحاديث، منها حديث طلب الولاية في بداية الجزء الذي بين أيدينا، حيث قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نَصرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهلٍ السرَّاج … )، ومعلوم أن أبا نصر توفي سنة ٤٨٣ هـ، وهو من شيوخ


(١) تاريخ الإسلام: ٣٦/ ٣٧٢.

<<  <   >  >>