للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوام السنة بنيسابور (١)، فيتأكد، بهذا أن الشارح هو الأب لا الابن لأن هذا الأخير لم يدرك أبا نصر، فإنه لم يولد إلا في حدود الـ ٥٠٠ هـ، وكذلك أسند حديث الإفك عن الدَّشْتِي، وهو أبو سهل عبد الملك بن عبد الله الدَّشْتِي النيسابوري توفي سنة ٤٨٨ هـ، وأسنده كذلك عن النِّعالي، وهو أبو عبد الله الحسين بن أحمد النِّعالي البغدادي الحافظ، توفي سنة ٤٩٣ هـ (٢).

* الابن يطيل النفس في اللغة، ويغوص في أعماقها، ويورد مذاهب اللغويين، ويرجح، ويستدرك، ويناقش، ويذكر أخطاء العامة، ونحو ذلك، والأب لا يتعمق هذا التعمق الواسع.

* يبحث الابن أسماء الصحابة من جهة اللغة؛ أولَ ما ترِد عليه، كقوله: (حَدِيثُ سَعدِ بن أَبِي وقَّاصٍ السَّعدُ: ضد النَّحْسِ، والوقَّاص: الكَثِيرُ الكَسْر، يُقالُ: من وَقَصت الشَّيء: إذا كَسَرته، واسمُ أبي وقَّاص: مَالِكُ بنُ أُهَيْب بن عَبد مَناف بن زُهرة بن كِلاب) (٣)، وهكذا لبقية الصَّحابة، وليس لهذا نظير فيما وصلنا من شرح مسلم.

* يستشهد الابن - أحيانا - بأقوال والده ومذهبه في بعض القضايا، كقوله: (وَذَكَر إمَامُنا الوَالدُ في هذه اللفظة وَجهًا آخرَ اسْتَحسَنه) (٤)، ولم نجد إشارة من هذا القبيل في شرح مسلم.


(١) ينظر: سير أعلام النبلاء: ١٧/ ٧٢، وطبقات الشافعيين: ٥٩١.
(٢) ينظر: سير ١٩/ ١٠٣، أعلام النبلاء: ١٩/ ١٠٣، وسمي الحافظ لأنه كان يحفظ ثياب حمام بالكرخ.
(٣) شرح صحيح البخاري (٢/ ٨٧).
(٤) شرح صحيح البخاري (٢/ ٣٧).

<<  <   >  >>