للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرواة، قال القاضي عياض: (كذا هوَ عِند السَّمَرقَندِي بالزَّاي، وعندَ كافَّتهم بالرَّاء المُهمَلة، والأوَّلُ هو الصَّواب، ومعناه تَضَامَمْتُ واجتَمَعتُ) (١).

وقال ابن الصلاح: (هوَ بالرَّاءِ المُهمَلَة محقَّقًا فِي الأَصلِ المَأخُوذِ عَنِ الجَلودِي وَالأَصلِ الَّذِي بِخَط العَبدَرِي، وَهِي الرِّواية الأكثَر) (٢)، لكن يرى أن الأقرب من حيث المعنى رواية الزاي.

٣ - حديث سعد قال: قسم رسول الله قَسما، فقلت: يا رسول الله، أعط فلانا فإنه مؤمن، فقال النبي : (أَوْ مُسلِمٌ)، أقولها ثلاثا، ويرددها عليَّ ثلاثا: (أَوْ مُسلِمٌ)، الحديث (٣).

استدل الأصبهاني بقول : (أَوْ مُسلِمٌ) على أن ذلك الرجل لم يكن مؤمنا، ونوزع في ذلك، على أن المراد هو ترك القطع له بالإيمان، لأن الإيمان من أعمال الباطن، وأما الإسلام فمعلوم بحكم الظاهر، حتى قالوا إنما تركه النبي ولم يعطه لأنه وكله إلى إيمانه، بعد ذلك: (إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ، وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ)، لذلك خطأ النووي ما ذهب إليه الأصبهاني فقال: (وقَد زَعمَ صاحِبُ التَّحريرِ أَنَّ فِي هذا الحَديثِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الرَّجِلَ لَم يَكُن مُؤْمِنًا ولَيسَ كَمَا زعمَ بَل فيهِ إشارَةٌ إِلَى إيمانِهِ) (٤).

٤ - حديث بدء الوحي (٥)، وفيه: (وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ)، اختلف في المقصود


(١) مشارق الأنوار: ١/ ٢٠٨.
(٢) صيانة صحيح مسلم: ص ١٩٠.
(٣) رواه مسلم برقم: ١٠٥.
(٤) شرح مسلم: ٢/ ١٨١.
(٥) عند مسلم برقم: ١٦٠.

<<  <   >  >>