للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَصحِيفًا قَبيحًا جدًّا فقالَ: مَا عدَا سَودَة بالدَّال وَجَعَلَهَا سَودَةَ بِنتَ زَمعةَ وهَذَا مِنَ الغلط الفاحِش نبَّهتُ عَليهِ لئَلَّا يُغتَرَّ بهِ) (١)، وقال العيني: (وهُوَ ظَاهِرُ الغَلط) (٢).

٦ - في حديث وفد عبد القيس، ذكر الأصبهاني أنهم أربعة عشر رجلا، وسمى منهم رجالا، ثم قال: (وَلَم نَعثُر بَعدَ طُولِ التَّتبُّع على أَسماءِ البَاقِين) (٣).

فاجتهد ابن حجر في تتبع الستة الباقين وهم: عقبَة بنَ جَروَةَ، وقَيسُ بنُ النُّعمانَ العَبديُّ، والجهمُ بنُ قُثَمٍ، والرُّستُم العَبديِّ، وجُوَيريَةُ العَبديُّ، والزَّارِعُ بنُ عَامِرٍ العَبدِيُّ، وكذا استدل على عددهم، ووفق بين قول صاحب التحرير إنهم أربعة عشر، وما صُرِّح به في بعض الروايات أنهم أقل من ذلك أو أكثر، ثم قال: (وَإِنَّما أطَلتُ فِي هَذا الفَصلِ لِقولِ صَاحِبِ التَّحرِيرِ إِنَّهُ لَمْ يَظفَر بَعدَ طُولِ التَّتَبّع إِلَّا بِمَن ذَكرَهُم) (٤).

وهذه أمثلة تبين مدى المكانة العلمية للإمامين الأصبهانيين، وكيف أسهمت اجتهاداتهما في إثراء النقاش الفقهي الحديثي، بغض النظر عن الراجح والمرجوح، وأشير قبل غلق هذا المبحث إلى أن كل هذه الأمثلة التي أوردناها، هي من تحرير الأصبهاني الابن سوى المثال الخامس فهو للأب.

* * *


(١) شرح مسلم: ١٥/ ٢٠٦.
(٢) عمدة القاري: ١٣/ ١٣٨.
(٣) شرح النووي: ١/ ١٨١.
(٤) فتح الباري: ١/ ١٣١.

<<  <   >  >>