الْبَسِيط
(قد قيل ذَلِك إِن حقّا وَإِن كذبا ... فَمَا اعتذارك من شَيْء إِذا قيلا)
على أنّ كَانَ تحذف مَعَ اسْمهَا بعد إِن الشرطيّة أَي: إِن كَانَ ذَلِك حَقًا وَإِن كَانَ كذبا جعله صَاحب اللّبَاب من قبيل: النّاس مجزيّون بأعمالهم: إِن خيرا فَخير وَإِن شرّاً فشرّ فِي الْوُجُوه الْأَرْبَعَة.
-
قَالَ شَارِحه الفالي: يجوز فِيهِ أَرْبَعَة أوجه: رفعهما ونصبهما وَرفع الأوّل وَنصب الثَّانِي وَبِالْعَكْسِ. وَتَقْدِير الرّفْع فيهمَا: إِن وَقع حقٌ وَإِن وَقع كذبٌ أَو إِن كَانَ فِيهِ أَي: فِي الْمَقُول حقّ وَإِن كَانَ فِيهِ كذب. ونصبهما على أنّهما خبر كَانَ وَالتَّقْدِير: إِن كَانَ الْمَقُول حَقًا وَإِن كَانَ الْمَقُول كذبا وَأما رفع أَحدهمَا وَنصب الآخر فَيظْهر من بَيَان نصبهما ورفعهما. وإنّما قَالَ: مِنْهُ لِأَن الْوُجُوه الْأَرْبَعَة كَانَت فِي الشَّرْط وَالْجَزَاء وَهُوَ إِن خيرا فَخير وَفِي الْبَيْت الْوُجُوه فِي الشَّرْطَيْنِ وهما إِن حَقًا وَإِن كذبا.
وَهَذَا الْبَيْت من قصيدةٍ للنّعمان بن الْمُنْذر أوّلها:
(شرّد برحلك عنّي حَيْثُ شِئْت وَلَا ... تكْثر عليّ ودع عَنْك الأقاويلا)
(فقد رميت بداءٍ لست غاسله ... مَا جاور السّيل أهل الشّام والنّيلا)
(فَمَا انتفاؤك مِنْهُ مَا قطعت ... هوج المطيّ بِهِ أكناف شمليلا)
(قد قيل ذَلِك إِن حَقًا وَإِن كذبا ... فَمَا اعتذارك من شيءٍ إِذا قيلا)
(فَالْحق بِحَيْثُ رَأَيْت الأَرْض وَاسِعَة ... وانشر بهَا الطّرف إِن عرضا وَإِن طولا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute