للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشده بعده وَهُوَ

٣ - (الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الثلاثمائة)

الرجز

(أظلمي وأظلمه)

على أنّه ضَرُورَة وَالْقِيَاس أظلمنا. وَهُوَ قِطْعَة من رجز رَوَاهُ أَبُو عَليّ فِي إِيضَاح الشّعْر عَن أَحْمد بن يحيى الشهير بثعلب وَهُوَ:

(يَا ربّ مُوسَى أظلمي وأظلمه ... فاصبب عَلَيْهِ ملكا لَا يرحمه)

قَالَ: مَعْنَاهُ أظلمنا كَقَوْلِه: أخزى الله الْكَاذِب منّي وَمِنْه أَي: منّا فَالْمَعْنى أظلمنا فاصبب عَلَيْهِ. وَهَذَا يدلّ على جَوَاز ارْتِفَاع زيد بِالِابْتِدَاءِ فِي نَحْو زيد فَاضْرِبْهُ إِن جعلت الْفَاء زَائِدَة على مَا يرَاهُ أَبُو الْحسن.

فَإِن قلت: أضمر الْمُبْتَدَأ كَمَا أضمرت فِي قَوْلك: خولان فانكح فَتَاتهمْ فَإِن ذَلِك لَا يسهل لأنّه للمتكلم فَكَمَا لَا يتّجه: هَذَا أَنا على إِرَادَة إِشَارَة الْمُتَكَلّم إلأى نَفسه من غير أَن ينزله منزلَة الْغَائِب كَذَلِك لَا يحسن إِضْمَار هَذَا هُنَا.

فَإِن قلت: إِن أظلمنا على لفظ الْغَيْبَة فَلَيْسَ مثل هَذَا أَنا فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ كَذَلِك فَالْمُرَاد بِهِ بعض الْمُتَكَلِّمين وَلَا يمْنَع ذَلِك أَلا ترى أَنهم قَالُوا يَا تَمِيم كلّهم فَحَمَلُوهُ على الْغَيْبَة لما كَانَ اللَّفْظ لَهُ وَإِن كَانَ المُرَاد بِهِ الْمُخَاطب. وَإِن جعلت الْمُضمر فِي علمك كَأَنَّك قلت قد أظلمنا فِي عهلمك كَانَ مُسْتَقِيمًا. انْتهى.)

<<  <  ج: ص:  >  >>