للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا تقدرون على أَخذ قوم وَلَا طلب دِيَة.

وَقَوله: فَزَارَة عَوْف مُبْتَدأ وَخبر والعوف بِالْفَتْح: الْأسد وَاسم الذِّئْب أَيْضا. وعَوْف الثَّانِي هُوَ عَوْف بن هِلَال بن شمخ بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمِيم بعْدهَا خاء مُعْجمَة ابْن فَزَارَة.

ووقله: فَإِن مَاتَ زمل بِكَسْر الزَّاي هُوَ زميل قَاتل ابْن دارة بِالتَّصْغِيرِ. والمشعشع: الشَّرَاب الممزوج بِالْمَاءِ.

قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي: كَانَت هَذِه الْقَضِيَّة فِي زمن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ثمَّ حدث فِي زمن عبد الْملك شَرّ بَين بِي رياب وَبَين بني الْكُمَيْت بن ثَعْلَبَة فَقتل ذَيَّال بن مقاعس الريابي عبيد الله بن صَخْر أَخا الميدان فَعرض ذَيَّال الدِّيَة على بني الْكُمَيْت فقبلوا فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن دارة يعيرآل الْكُمَيْت: الطَّوِيل

(ألم تَرَ أَن الله لَا شَيْء بعده ... شفاني من آل الْكُمَيْت فأسرعا))

(وَأصْبح ذيالٌ يذيل وَقد سقى ... بكفيه صدر الرمْح حَتَّى تضلعا)

(خُذُوا القعل با آل الْكُمَيْت وَأَقْبلُوا ... بأنفٍ وَإِن وافى المواسم أجدعا)

وترجمة الْكُمَيْت بن ثَعْلَبَة تقدّمت فِي الشَّاهِد السّبْعين بعد الْخَمْسمِائَةِ.

وَأنْشد بعده

(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد التسْعمائَة)

وَهُوَ من شَوَاهِد س: الطَّوِيل

لما تقدم قبله من جَوَاز دُخُول نون التوكيد اخْتِيَارا فِي جَوَاب الشَّرْط فَإِن ينفعا جَوَاب الشَّرْط وَقد أكد بالنُّون المنقلبة ألفا.

وَتقدم فِيمَا قبله نقل كَلَام سِيبَوَيْهٍ وَأَنه مُخَالف لَهُ.

وَهَذَا الْبَيْت كَذَا رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَتَبعهُ من جَاءَ بعده وَلم يذكر خدمَة كِتَابه تتمته وَلَا شرحوه شرحاً وافياً بِمَعْنَاهُ وَإِنَّمَا قَالَ الأعلم: هجا قوما فوصفهم بحدثان النِّعْمَة. والخيزراني: كل نبت ناعم وَأَرَادَ بِالْخَيرِ المَال.

هَذَا كَلَامه بِحُرُوفِهِ.

وَقد رَوَاهُ غير سِيبَوَيْهٍ بِكَسْر الْعين من ينفع. على أَنه جَوَاب مجزوم. وَكَذَا رَوَاهُ الْأَصْمَعِي بِلَفْظ: مَتى مَا يدْرك الْخَيْر ينفع وَقَالَ: يَقُول: نميتم نَمَاء حسنا كَمَا ينْبت الخيزران فِي نعْمَته وَلينه أَي: وَإِن كُنْتُم نبتم بِأخرَة فَإِن الخيزران مَتى يدْرك ينفع. انْتهى.

وَهَذَا يَقْتَضِي أَن الْخَيْر بِمَعْنى الخيزران. وَهَذَا غير مَعْهُود بِهَذَا الْمَعْنى وَأما اسْتِعْمَاله فِي المَال فكثير قَالَ تَعَالَى: إِن ترك خيرا أَي: مَالا. وَقَالَ تَعَالَى: لَا يسأم الْإِنْسَان من دُعَاء الْخَيْر أَي: لَا يفتر من طلب المَال. وَإِن كَانَت الرِّوَايَة: مَتى يدْرك الخيز بالزاي الْمُعْجَمَة لُغَة فِي الخيزران فَمَا قَالَه صَحِيح لكني لم أرها فِي كتب اللُّغَة.

وَمِمَّنْ رَوَاهُ كالأصمعي الجاحظ نَقله عَنهُ ابْن عبد ربه قَالَ فِي كِتَابه العقد الفريد فِي بَاب مَا غلط فِيهِ على الشُّعَرَاء: وَأكْثر مَا أدْرك على الشُّعَرَاء لَهُ مجَاز وتوجيه حسن وَلَكِن أَصْحَاب اللُّغَة لَا ينصفونهم وَرُبمَا غلطوا عَلَيْهِم وتأولوا غير معانيهم الَّتِي ذَهَبُوا إِلَيْهَا. فَمن

<<  <  ج: ص:  >  >>