وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الثنمانمائة)
لهني لأشقى النَّاس إِن كنت غارماً لما تقدم قبله.
وَرَأَيْت هَذَا المصراع صدر بَيت من أشعار ثَلَاثَة.
لدومة بكرا ضيعته الأراقم وأَشْقَى أفعل تَفْضِيل. وغارماً من غرمت الدِّيَة وَالدّين وَغير ذَلِك من بَاب تَعب إِذا أديته غرماً بِالضَّمِّ وغرامة ومغرماً بفتحهما. وغرمته تغريماً
وأغرمته: جعلته غارماً. وَغرم فِي تِجَارَته مثل خسر: خلاف ربح. ودومة بِفَتْح الدَّال: اسْم امْرَأَة خمارة. والْبكر بِفَتْح الْمُوَحدَة: الفتي من الْإِبِل هُوَ مفعول لغارم وَجُمْلَة ضيعته الأراقم: نعت بكر أَي: جعلته ضائعاً. والأراقم: سِتَّة أَحيَاء من تغلب وَهُوَ جشم وَعَمْرو وَمَالك وثعلبة وَمُعَاوِيَة والْحَارث.
وَهُوَ بَنو بكر بن حبيب بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْمُوَحدَة الأولى ابْن عَمْرو بن غنم بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون ابْن تغلب بن وَائِل.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد فِي الجمهرة: الأراقم: بطُون من تغلب يجمعهُمْ هَذَا الِاسْم ذكر أَبُو عبيد أَن أباهم نظر إِلَيْهِم لما ترعرعوا فَإِذا لَهُم جَرَاءَة وحدة فَقَالَ لغلام لَهُ: ذَا جَاءَ اللَّيْل فاستغث حَتَّى أنظر مَا يصنع أَوْلَادِي هَؤُلَاءِ.
فَذهب إِلَى حَيْثُ أمره فاستغاث فَسَمِعُوا صَوته فقصدوا قَصده وَقَالُوا: وَيلك مَا دهاك وَأَيْنَ الْقَوْم وَأَقْبلُوا يتجاذبونه بَينهم حَتَّى جَاءَ أبوهم فَقَالَ لَهُ: كف بنيك عني فَإِن عيونهم وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: إِنَّمَا سموا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute