للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣ - (الْمَفْعُول بِهِ)

أنْشد فِيهِ وَهُوَ وَهُوَ من أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ:

(فواعديه سرحتي مَالك أَو الرِّبَا بَينهمَا أسهلا)

على أَن أسهل مفعول لفعل مَحْذُوف وَهُوَ صفة وموصوفه مَحْذُوف أَيْضا أَي: قولي: ائْتِ مَكَانا أسهل.

هَذَا الْبَيْت لعمر بن أبي ربيعَة. وَيفهم من تَقْدِير الشَّارِح: أَن عشيقته أرْسلت إِلَيْهِ امْرَأَة تعين لَهُ مَوضِع الملاقاة وأمرتها أَن تواعده أحد هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن خلف: الْمَعْنى أَنَّهَا قَالَت لأمتها: واعديه اللَّيْلَة أَن يقْصد السرحتين ويلتمس مَكَانا سهلاً يقرب من ذَلِك الْموضع أَنَّهُمَا إِذا علوا الرِّبَا عرف مكانهما وشنع أَمرهمَا. لَكِن الْمَفْهُوم من كَلَام الأعلم: أَنه هُوَ الَّذِي أرسل إِلَيْهَا امْرَأَة فَإِنَّهُ قَالَ: نصب أسهل بإضمار فعل دلّ عَلَيْهِ مَا قبله لِأَنَّهُ لما قَالَ فواعديه سرحتي مَالك أَو الرِّبَا بَينهمَا علم أَنه مزعج لَهَا داعٍ إِلَى إتْيَان أَحدهمَا. فَكَأَنَّهُ قَالَ: ائتي أسهل الْأَمريْنِ عَلَيْك.

وَكَذَلِكَ نقل النّحاس عَن الْمبرد أَن التَّقْدِير: وَأتي أسهل الْمَوَاضِع لِأَنَّهُ لما قَالَ: فواعديه أزعجها فَكَأَنَّهُ قَالَ: اقصدي بِهِ أسهل الْمَوَاضِع.

وَالصَّوَاب الأول كَمَا يعلم من الْبَيْت الَّذِي بعده وَيَأْتِي قَرِيبا وَقدر الْمَحْذُوف بَعضهم من لفظ الْمَذْكُور أَي: واعديه مَكَانا أسهل. وَالْمعْنَى قريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>