للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأنْشد بعده)

(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

(وَأعلم أَن تَسْلِيمًا وتركاً ... للا متشابهان وَلَا سَوَاء)

على أَن دُخُول اللَّام على حرف النَّفْي شَاذ.

قَالَ ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة: إِنَّمَا أَدخل اللَّام وَهِي للْإِيجَاب على لَا وَهِي للنَّفْي من قبل أَنه شبهها بِغَيْر فَكَأَنَّهُ قَالَ: لغير متشابهين كَمَا شبه الآخر مَا الَّتِي للنَّفْي بِمَا الَّتِي فِي معنى الَّذِي

(لما أغفلت شكرك فاصطنعني ... فَكيف وَمن عطائك جلّ مَالِي)

وَلم يكن سَبِيل اللَّام الْمُوجبَة أَن تدخل على مَا النافية لَوْلَا مَا ذكرت من الشّبَه اللَّفْظِيّ. انْتهى.

وَظَاهر كَلَام الشَّارِح أَن إِن فِي الْبَيْت مَكْسُورَة لوُجُود اللَّام وَلَو كَانَت مَفْتُوحَة لقَالَ أشذ لدخولها فِي خبر أَن الْمَفْتُوحَة وعَلى حرف النَّفْي فَلَمَّا لم يقل أشذ عرف أَنَّهَا مَكْسُورَة.

وَبِه صرح ابْن هِشَام فِي شرح أَبْيَات ابْن النَّاظِم قَالَ: إِن بِالْكَسْرِ لدُخُول اللَّام فِي الْخَبَر وَمثله: وَالله يعلم إِنَّك لرَسُوله.

وَالرِّوَايَة فِيهِ فتح أَن نَقله ابْن عُصْفُور فِي كتاب الضرائر عَن الْفراء. فَيكون شذوذ اللَّام فِيهِ من جِهَتَيْنِ كَمَا بَيناهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>