للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تجرّع المَاء من الآخر ازْدَادَ رلاغبةً فِي الشّرب فَكَانَ ذَلِك كأنّه دعاءٌ إِلَى الشّرْب.

وَأنْشد بعد وَهُوَ

٣ - (الشَّاهِد السَّابِع بعد الثلاثمائة)

الْبَسِيط

(لاينعش الطّرف إلاّ مَا تخونه ... دَاع يُنَادِيه باسم المَاء مبغوم)

على أنّ اسْما مقحم. قَالَ ابْن الْحَاجِب فِي شرح المفصّل: النداء إنّما هُوَ بِاللَّفْظِ فَلَو حمل الِاسْم على اللَّفْظ لختلّ الْمَعْنى. وَالَّذِي يَجْعَل الِاسْم المسمّى فِي قَوْله ثمّ اسْم السَّلَام عَلَيْكُمَا يَجعله من بَاب ذَات يَوْم ويتأول قَوْله باسم المَاء على أَن المُرَاد بمسمّى هَذَا اللَّفْظ ويجعله دَالا على قَوْلك مَاء وَهُوَ حِكَايَة بغام الظّبية.

ويقوّي ذَلِك اسْتِعْمَاله اسْتِعْمَال رجل وَفرس بِإِدْخَال اللامعليه وخفضته وإضافته وَلَوْلَا تَقْدِيره اسْما لذَلِك لم يجرهذا المجرى. انْتهى.

قَالَ ابْن جنّي فِي الخصائص: ذهب أَبُو عُبَيْدَة إِلَى زِيَادَة الِاسْم فِي قَوْله ثمَّ اسْم السَّلَام عَلَيْكُمَا وَفِي قَوْله باسم المَاء مبغوم وَنحن نقُول إِن فِيهِ محذوفاً أَي: اسْم معنى السَّلَام ... إِلَى آخر مَا نَقَلْنَاهُ عَنهُ قبل هَذَا.

وَزِيَادَة الِاسْم هُنَا لَا تتّجه لأنّ الدّاعي هُنَا هُوَ الظبية وإنّما دعت وَلَدهَا بقولِهَا: مَاء مَاء فَلَو كَانَ على إقحام الِاسْم لقالت باسم مَاء مَاء وَالْمَاء بِالْألف وَاللَّام لَيْسَ إلاّ المَاء المشروب فَكيف يُرِيد حِكَايَة صَوتهَا ولكنّ الشَّاعِر

<<  <  ج: ص:  >  >>