إِلَيْهِ فَحِينَئِذٍ دَعَا جَعْفَر وأقاد مِنْهُ.
فَلَمَّا خرج جَعْفَر إِلَى الْقود انْقَطع شسع نَعله فَوقف فأصلحه فَقَالَ لَهُ رجل: مَا يشغلك عَن هَذَا مَا أَنْت فِيهِ فَقَالَ:
(أَشد قبال نَعْلي أَن يراني ... عدوي للحوادث مستكينا)
وَهن أبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ: لما قتل جَعْفَر قَامَ نسَاء الْحَيّ يبْكين عَلَيْهِ وَقَامَ أَبوهُ إِلَى كل شَاة وناقة فَنحر أَوْلَادهَا وَأَلْقَاهَا بَين أيديها وَقَالَ: ابكين مَعنا على جَعْفَر. فَمَا زَالَت النوق ترغو والشياه تثغو وَالنِّسَاء يصحن ويبكين وَهُوَ يبكي مَعَهُنَّ فَمَا رئي يَوْم كَانَ أوجع وأحرق مأتماً وَأطَال صَاحب الأغاني تَرْجَمته وَفِي هَذَا الْقدر كِفَايَة.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)
وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ:
(فَمن يَك أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رَحْله ... فَإِنِّي وقيار بهَا لغريب)
على أَن قَوْله: قيار مُبْتَدأ: حذف خَبره وَالْجُمْلَة اعتراضية بَين اسْم إِن وخبرها وَالتَّقْدِير: فَإِنِّي وقيار بهَا كَذَلِك لغريب.
-
وَإِنَّمَا لم يَجْعَل الْخَبَر لقيار وَيكون خبر إِن محذوفاً لِأَن اللَّام لَا تدخل فِي خبر الْمُبْتَدَأ حَتَّى يقدم نَحْو: لقائم زيد. وَكَذَلِكَ الصابئون فِي الْآيَة مُبْتَدأ خَبره مَحْذُوف الْجُمْلَة اعْتِرَاض كَذَلِك كَمَا قَرَّرَهُ الشَّارِح.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute