وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)
وَهُوَ من شَوَاهِد س:
(غَدَتْ من عَلَيْهِ بعد مَا تمّ ظمؤها ... تصل وَعَن قيض بزيزاء مجهل)
على أَن على يتَعَيَّن أَن يكون اسْما إِذا دخل عَلَيْهَا حرف جر كَمَا هُنَا. وانقلاب ألفها مَعَ الضَّمِير يَاء كانقلاب ألف لَدَى مَعَه.
وَقد ذكر سِيبَوَيْهٍ مَعْنَاهَا حَقِيقَة ومجازاً ثمَّ قَالَ: فقد يَتَّسِع هَذَا فِي الْكَلَام وَيَجِيء كالمثل. وَهُوَ اسْم وَلَا يكون إِلَّا ظرفا. ويدلك على أَنه اسْم قَول بعض الْعَرَب: نَهَضَ من عَلَيْهِ.
-
وَقَالَ الشَّاعِر: غَدَتْ من عَلَيْهِ الْبَيْت قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ دُخُول من على على لِأَنَّهَا اسْم فِي تَأْوِيل فَوق كَأَنَّهُ قَالَ: غَدَتْ من فَوْقه. وَقَالَ الْخفاف فِي شرح الْجمل: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الْمَعْنى: غَدَتْ من عِنْده لِأَنَّهَا بعد خُرُوج الفرخ من الْبَيْضَة انْتَقَلت الْفَوْقِيَّة إِلَى العندية فَصَارَت عِنْده لَا عَلَيْهِ.
قَالَ الْأُسْتَاذ ابْن خروف: بل الْفَوْقِيَّة ثَابِتَة مَا دَامَ صفة الفرخ وَإِن لم يكن تَحت. والفوقية بجناحها. انْتهى.
وصريح كَلَام سِيبَوَيْهٍ أَن اسميتها إِذا دخلت عَلَيْهَا من غير مُخْتَصّ بِالضَّرُورَةِ. وَهُوَ ظَاهر كَلَام غَيره أَيْضا خلافًا لِابْنِ عُصْفُور فَإِنَّهُ زعم أَن على فِي هَذَا الْبَيْت وَفِي أَبْيَات أخر أوردهَا اسْتعْملت اسْما للضَّرُورَة إِجْرَاء لَهَا مجْرى مَا هِيَ فِي مَعْنَاهُ وَهُوَ فَوق. وَلم أر من قَالَ إِنَّه ضَرُورَة غَيره.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute