وَلم أَقف عَلَيْهِ بِأَكْثَرَ من هَذَا وَالله أعلم.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد السبعمائة)
الْكَامِل غادرته جزر السبَاع وَهُوَ قِطْعَة من بَيت وَهُوَ:
(غادرته جزر السبَاع ينشنه ... مَا بَين قلَّة رَأسه والمعتصم)
على أَن غدر مُلْحق بَصِير فِي الْعَمَل وَالْمعْنَى إِذا كَانَ ثَانِي المنصوبين معرفَة كَمَا فِي الْبَيْت.
وَالْمَشْهُور فِي رِوَايَته: وَتركته جزر السبَاع.
-
وَقد اسْتشْهد بِهِ فِي التفسيرين على أَن ترك فِي قَوْله: وتركهم فِي ظلمات لَا يبصرون كَمَا فِي الْبَيْت.
وَترك فِي الأَصْل يتَعَدَّى إِلَى مفعول وَاحِد لِأَنَّهُ بِمَعْنى طرح وخلى ثمَّ ضمن معنى صَار إِلَّا أَن مَا فِي الْبَيْت مُتَعَدٍّ قطعا إِلَى مفعولين لكَون الثَّانِي معرفَة بِخِلَاف الْآيَة فَإِن ترك فِيهَا يحْتَمل أَن تكون بِمَعْنى الأَصْل متعدية إِلَى مفعول وَاحِد وَيكون فِي ظلمات لَا يبصرون حَالين مترادفتين كَمَا قَالَه ابْن الْحَاجِب:
(ومدجج كرة الكماة نزاله ... لَا ممعن هرباً وَلَا مستسلم)
(جَادَتْ يداي لَهُ بعاجل طعنة ... بمثقف صدق الكعوب مقوم)
(فشككت بِالرُّمْحِ الطَّوِيل ثِيَابه ... لَيْسَ الْكَرِيم على القنا بِمحرم)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute