وَأنْشد بعده وَهُوَ
٣ - (الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)
وَهُوَ من أَبْيَات س: الطَّوِيل
(وَلم يرتفق والنّاس محتضرونه ... جَمِيعًا وأيدي المعتفين رواهقه)
لما تقدّم قبله وَهُوَ أنّه قد جمع النُّون وَالضَّمِير فِي قَوْله: محتضرونه ضَرُورَة.
وَالْكَلَام فِيهِ كَمَا تقدّم فِي الَّذِي قبله فَمن جعل الْهَاء ضميراً جعلهَا ضمير الممدوح وَمن جعلهَا للسكت فإنّه احْتَاجَ إِلَى تحريكها.
وَفِيه أنّ حضر واحتضر إِن كَانَ مَعْنَاهُ ضدّ غَابَ فَهُوَ لَازم وَغير هَذَا مردٌ هُنَا. وَإِن كَانَ بِمَعْنى شهد فَهُوَ متعدّ وَهَذَا هُوَ المُرَاد. يُقَال: حضرت القَاضِي أَي: شهدته.
وَفِي الْقَامُوس: حضر كنصر وَعلم حضوراً وحضارة: ضدّ غَابَ كاحتضر وتحضّر وَيَتَعَدَّى يُقَال وتحضّره. انْتهى.
وعَلى هَذَا فَالضَّمِير مَنْصُوب على المفعولية لَا أنّه مُضَاف إِلَيْهِ. ومحتضرون عَامل النصب فِيهِ لوُجُود شَرط عمل النصب وَهُوَ جمع محتضر. والارتفاق: الاتكاء على الْمرْفق أَي: لم يشْتَغل عَن قَضَاء حوائج النَّاس. وَيحْتَمل أنّ الْمَعْنى لم يرتفق بِمَالِه أَي: لم يبذله بالرفق بل جَار عَلَيْهِ بالجود. والمعتقون: الَّذين يأْتونَ يطْلبُونَ الْمَعْرُوف وَالْإِحْسَان يُقَال عفوته أَي: أَتَيْته أطلب معروفه. والرّواهق: جمع راهقة من رهقه من بَاب تَعب إِذا غشيه وَأَتَاهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute