وَهَذَا الْبَيْت من أَبْيَات لفروة بن مسيك المراديّ رَوَاهَا أهل السّير كَابْن هِشَام والكلاعيّ وَغَيرهمَا وَهِي:
(فَإِن نغلب فغلاّبون قدماً ... وَإِن نغلب فَغير مغلّبيبنا)
(وَمَا إِن طبّنا جبنٌ وَلَكِن ... منايانا وطعمة آخرينا)
(كَذَاك الدّهر دولته سجالٌ ... تكرّ صروفه حينا فحينا)
(إِذا انقلبت بِهِ كرّات دهر ... فألقيت الألى غبطوا طحينا)
(فَمن يغبط بريب الدّهر مِنْهُم ... يجد ريب الزّمان لَهُ خؤونا)
(فَلَو خلد الْمُلُوك إِذن خلدنا ... وَلَو بَقِي الْكِرَام إِذن بَقينَا)
(فأفنى ذَلِكُم سروات قومِي ... كَمَا أفنى الْقُرُون الأوّلينا))
قَوْله: فَغير مغلبينا المغلّب المغلوب مرَارًا. والسّجال بِالْكَسْرِ: مصدر ساجل بساجل بِمَعْنى ناوب قَالَ الميدانيّ فِي أَمْثَاله: المساجلة أَن تصنع مثل صَنِيع صَاحبك من جري أَو سقِِي وَأَصله من السّجل وَهِي الدّلو فِيهَا مَاء قلّ أَو كثر. وَحَقِيقَة السّجال المغالبة بالسّقي بالسّجل وَمِنْه المباراة والمفاخرة والمعارضة. وتكرّ: ترجع. والصّروف: الْحَوَادِث. والغضارة بِالْفَتْح: الْخَيْر وَالْخصب. وألفيت: وجدت. وغبطوا بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول من الْغِبْطَة اسْم من غبطته غبطاً من بَاب ضرب إِذا تمنّيت مثل مَا ناله من غير أَن تُرِيدُ زَوَاله عَنهُ لما أعْجبك مِنْهُ وَعظم عنْدك وريب الدّهر: مَا يحدث مِنْهُ. والخؤون بِفَتْح الْمُعْجَمَة: مُبَالغَة الخائن.
وَقَوله: فأفنى ذَلِكُم الْإِشَارَة لكرّات الدّهر وحوادثه. والسّروات جمع شراة بِفَتْح السِّين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute