(وَلَا بألدّ لَهُ نازعٌ ... يغاري أَخَاهُ إِذا مَا نَهَاهُ)
(ولكنّه هيّنٌ ليّنٌ ... كعالية الرّمح عردٌ نساه)
(إِذا سدته سدت مطواعةً ... وَمهما وكلت إِلَيْهِ كَفاهُ)
(أَلا من يُنَادي أَبَا مالكٍ ... أَفِي أمرنَا هُوَ أم فِي سواهُ)
(أَبُو مالكٍ قاصرٌ قفره ... على نَفسه ومشيعٌ غناهُ)
وَقَوله: لعمرك مَا إِن الخ اللَّام لَام الِابْتِدَاء وفائدتها توكيد مَضْمُون الْجُمْلَة. وعمرك بِالْفَتْح بِمَعْنى حياتك مُبْتَدأ خَبره مَحْذُوف أَي: قسمي. وَجُمْلَة مَا إِن أَبُو مَالك الخ جَوَاب الْقسم وأَبُو مَالك هُوَ أَبُو الشَّاعِر. واسْمه عُوَيْمِر لأنّ المتنخّل اسْمه مَالك بن عُوَيْمِر كَمَا يَأْتِي قَرِيبا.
وَلم يصب ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء فِي زَعمه أَنه يرثي أَخَاهُ أَبَا مَالك عويمراً. وان: اسْم فَاعل من ونى فِي الْأَمر ونى وونياً من بَابي تَعب ووعد بِمَعْنى ضعف وفتر.
وَرُوِيَ بدله واهٍ وَهُوَ أَيْضا اسْم فَاعل من وهى من بَاب وعد بِمَعْنى ضعف وَسقط. والقوى: جمع قوّة خلاف الضعْف قَالَ فِي الصِّحَاح: وَرجل
شَدِيد القوى أَي: شَدِيد أسر الْخلق. يُرِيد أَن أَبَاهُ كَانَ جلدا شهماً لَا يكل أمره إِلَى أحد وَلَا يُؤَخِّرهُ لعَجزه إِلَى وَقت آخر.
وَقَوله: وَلَا بألدّ الخ الألدّ: الشَّديد الْخُصُومَة من اللّدد بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ شدّة الْخُصُومَة.
قَالَ السكّريّ فِي شرح أشعار هُذَيْل هُنَا وَتَبعهُ السيّد المرتضى فِي أَمَالِيهِ: وَمعنى لَهُ نازعٌ أَي: خلق سوء يَنْزعهُ من نَفسه يُرِيد أَنه من نزعت الشَّيْء من مَكَانَهُ من بَاب ضرب بِمَعْنى قلعته وَيجوز أَن يكون من قَوْلهم لعلّ لَهُ عرقاً نزع أَي: مَال بالشبه. وَيَقُولُونَ أَيْضا: الْعرق نزّاع.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute