للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للقريب وَعند ابْن مَالك للبعيد.

قَالَ صَاحب الصِّحَاح: هنّا بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد مَعْنَاهُ هَاهُنَا وهنّاك أَي: هُنَاكَ. قَالَ: الرجز

(لمّا رَأَيْت محمليها هنّا ... محدّرين كدت أَن أجنّا)

وَمِنْه قَوْلهم: تجمعُوا من هنّا وَمن هنّا أَي: من هَاهُنَا وَمن هَاهُنَا. انْتهى.

وَمن لَازم اسْم الْإِشَارَة التَّعْرِيف وَعدم إِضَافَته إِلَى شَيْء وَقد ورد فِي الشّعْر كثيرا لات هنّا فالتزم أَبُو عليّ الفارسيّ وَتَبعهُ ابْن مَالك إهمال لات لأنّها لَا يصحّ إعمالها فِي معرفَة وَمَكَان وَقَالا: إِذا دخلت لات على هنّا كَانَت مُهْملَة وَكَانَت هنّا مَنْصُوبَة على الظّرْف فِي مَوضِع رفع على الْخَبَر لمبتدأ بعْدهَا سَوَاء كَانَ اسْما نَحْو: الْخَفِيف لات هنّا ذكرى جبيرَة

وَأورد عَلَيْهِ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي وَفِي شرح شواهده أنّ فِيهِ الْجمع بَين معموليها وَإِخْرَاج هنّا)

عَن الظرفيّة وإعمال لات فِي معرفَة ظَاهِرَة وَفِي غير الزَّمَان وَهُوَ جملَة النائبة عَن الْمُضَاف وَحذف الْمُضَاف إِلَى جملَة. انْتهى.

وَذهب بعض شرّاح المفصّل إِلَى أنّ هنّا خبر لات وَاسْمهَا مَحْذُوف وأنّ هنّا بِمَعْنى الْحِين وَالتَّقْدِير لَيْسَ الْحِين حِين حنينها.

وَهَذَا مُرَاد الشَّارِح المحقّق: فَقَوله: إنّ هنّا فِي الأَصْل للمكان استعير للزمان قصد بِهِ الردّ على أبي عليّ وَمن تبعه بأنّ هنّا لَيست على أَصْلهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>