قَالَ أَبُو مُحَمَّد الأعرابيّ: وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الْيَوْم وَهُوَ يَوْم قلاب: أنّ حيّا من بني الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن دودان غزوا وَعَلَيْهِم خالدٌ جدّ المرّار الْمَذْكُور فَاعْترضَ بشر بن عَمْرو لآثارهم فَلَمَّا وصل إِلَيْهِم قَالَ: عَلَيْكُم الْقَوْم. قَالَ ابْنه: إنّ فِي بني الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بني فقعس وَإِن تلقهم تلق الْقِتَال. فَقَالَ: اسْكُتْ فإنّ وَجهك شَبيه بِوَجْه أمّك عِنْد الْبناء فلمّا الْتَقَوْا هزم جَيش بشر فاتّبعه الْخَيل حتّى توالى فِي إثره ثَلَاثَة فوارس فَكَانَ أوّلهم سبع بن الحسحاس وأوسطهم عميلة بن المقتبس الوالبيّ وَآخرهمْ خَالِد بن نَضْلَة فأدركت نبل الوالبيّ الْأَوْسَط فرس بشر ابْن عَمْرو برميّة عقرته ولحقه سبعٌ فاعتنقه وَجَاء خَالِد وَقَالَ: يَا سبع لَا تقتله فإنّا لَا نطلبه بِدَم وَعِنْده مَال كثير وَهُوَ سيد من هُوَ مِنْهُ. وأتتهم الْخَيل فكلّما مرّ بِهِ رجلٌ أمره بقتْله فيزجر عَنهُ خَالِد.
ثمّ إنّ رجلا همّ أَن يوجّه إِلَيْهِ السّنان فنشر خالدٌ على رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ: اجْتنب أسيري فَغَضب سبع أَن يدّعيه خَالِد فَدفع سبعٌ ف ينْحَر بشر فَوَقع مُسْتَلْقِيا فَأخذ
برجلة ثمَّ أتبع السَّيْف فرج الدّرع حتّى خَاضَ بِهِ كبده فَقَالَ بشر: أجيروا سراويلي فإنّي لم أستعن. وَعمد إِلَى فرسه فاقتاده. انْتهى. والمرّار بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء الْمُهْملَة الأولى ينْسب تَارَة إِلَى فقعس وَهُوَ أحد آبَائِهِ الْأَقْرَبين وَتارَة إِلَى أَسد بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر وَهُوَ جدّه الْأَعْلَى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute