للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والبيضاويّ فِي اللبّ قَالَ شَارِحه السَّيِّد عبد الله: وَفِيه نظر لأنّه يُفِيد تَأْكِيد نفي الذِّئْب لأنّه إِذا نفى مَوضِع قِيَامه فقد نَفَاهُ قطعا.

وَفِي قَوْله تَعَالَى: وَلمن خَافَ مقَام ربّه رعبٌ لَا يفِيدهُ لَو لم يذكر الْمقَام. انْتهى.

وَهَذَا هُوَ أجَاب بِهِ الشَّارِح المحقّق وَإِلَيْهِ ذهب صَاحب الكشّاف فِي حم السَّجْدَة عِنْد قَوْله تَعَالَى: ونأى بجانبه على أنّه يوضع الْجَانِب مَوضِع

النَّفس فَإِنَّهُ ينزّل جَانب الشَّيْء ومكانه وجهته منزلَة وجهته منزلَة نَفسه فَيُقَال: حَضْرَة فلَان ومجلسه وكتبت إِلَى جَانِبه وجهته وَالْمرَاد نَفسه وَمِنْه مقَام الذِّئْب وَهُوَ لبذئب نَفسه.

وسبقهم إِلَى هَذَا ابْن قُتَيْبَة فِي أَبْيَات الْمعَانِي فَإِنَّهُ قَالَ: مقَام الذِّئْب أَرَادَ الذِّئْب نَفسه أَي: وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة عدّتها أَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ بَيْتا للشمّاخ بن ضرار وَقد تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الْحَادِي وَالتسْعين بعد الْمِائَة مدح بهَا عرابة بن أَوْس. وَلَيْسَ لذِي الرمة كَمَا زعم الْعَلامَة)

الشّيرازيّ فِي سُورَة الرَّحْمَن وَتَبعهُ الْفَاضِل اليمني. وَهَذَا بعد مطْلعهَا:

(وماءٍ قد وَردت لوصل أروى ... عَلَيْهِ الطّير كالورق اللّجين)

(ذعرت بِهِ القطا ونفيت عَنهُ ... مقَام الذّئب كالرّجل اللّعين)

<<  <  ج: ص:  >  >>