وَأورد صَاحب الْكَشَّاف هَذَا الْبَيْت عِنْد قَوْله تَعَالَى: شهر رَمَضَان الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآن على أنّ التَّسْمِيَة واقعةٌ على الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ جَمِيعًا.
وأمّا مَا يرد من نَحْو قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ: من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ وتقدّم وَقد خَالف كَلَامه هُنَا فِي المفصّل فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ: إِذا أمنُوا الإلباس حذفوا الْمُضَاف. وَقد جَاءَ اللّبس فِي الشّعْر قَالَ ذُو الرّمّة: الطَّوِيل
(عشيّة فرّ الحارثيّون بَعْدَمَا ... قضى نحبه فِي ملتقى الْقَوْم هوير)
وَقَالَ: بِمَا أعيا النّطاسيّ حذيما
أَي: ابْن هوبر وَابْن حذيم. وَهُوَ فِي قَوْله هَذَا تابعٌ لأبي عَليّ فِي إِيضَاح الشّعْر فَإِنَّهُ قَالَ: قد)
جَاءَ فِي الشّعْر أبياتٌ فِيهَا حذف مُضَاف مَعَ أنّه يؤديّ حذفه إِلَى الإلباس مثل بِمَا ذكر وَبِقَوْلِهِ: الْكَامِل
(أرضٌ تخيّرها لطيب مقليها ... كَعْب بن مامة وَابْن أمّ دَاوُد)
هُوَ أَبُو الشَّاعِر واسْمه جَارِيَة وَالتَّقْدِير ابْن أمّ أبي دَاوُد فَحذف الْأَب. وَالصَّوَاب مَا فِي الكشّاف من أنّه لَا إلباس فِيهِ فإنّ الإلباس وَعَدَمه إنّما يكون بِالنِّسْبَةِ إلأى الْمُخَاطب الَّذِي يلقِي المتكلّم كَلَامه إِلَيْهِ لَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى أمثالنا فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ عندنَا من قبيل الإلباس مفهومٌ وَاضح عِنْد الْمُخَاطب بِهِ فِي ذَلِك الْعَصْر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute