أَبِيك فَقولِي لَهُ: ابْن هَذَا يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول لَك: أدركني فإنّي فِي حَالَة عَظِيمَة فَأَتَت أَبَاهَا وقصّت عَلَيْهِ
القصّة وأعطته الْحجر فَقَالَ: يَا بنية لقد أتيت أَبَاك بمدح طَوِيل أَو هجاء طَوِيل. ثمّ احْتمل هُوَ وأَهله إِلَى الْموضع الَّذِي فِيهِ أوسٌ وَسَأَلَهُ عَن حَاله فَأخْبرهُ الْخَبَر فَأَتَاهُ بِمن جبر كَسره وَلم يزل مُقيما عِنْده وبنته تخدمه إِلَى أَن برأَ فمدحه أَوْس بقصائد عديدة ورثاه أَيْضا بعد مَوته.
وَكَانَ أوسٌ إِذا جلس فِي مجْلِس قومه قَالَ: مَا لأحد عليّ منّه أعظم من منّه أبي دليجة. وَكَانَ أَبُو دليجة كنية فضَالة بن كلدة.
وكلدة بِفَتْح الْكَاف وَاللَّام وَهِي فِي اللُّغَة الأَرْض الغليظة. وَذكره ابْن قُتَيْبَة فِي بَاب الْأَسْمَاء المنقولة من أدب الْكَاتِب.
وَمن شعر أَوْس قَوْله: الطَّوِيل
(يَا رَاكِبًا إمّا عرضت فبلّغن ... يزِيد بن عبد الله مَا أَنا قَائِل)
(بآيه أنّي لم أخنك وإنّه ... سوى الحقّ مهما ينْطق النّاس بَاطِل)
(فقومك لَا تجْهَل عَلَيْهِم وَلَا تكن ... لَهُم هرشاً تغتابهم وتقاتل)
(وَمَا ينْهض الْبَازِي بِغَيْر جنَاحه ... وَلَا يحمل الماشين إلاّ الْحَوَامِل)
(وَلَا سَابق إلاّ بساق سليمةٍ ... وَلَا باطشٌ مَا لم تعنه الأنامل)
(إِذا أَنْت لم تعرض عَن الْجَهْل والخنى ... أصبت حَلِيمًا أَو أَصَابَك جَاهِل)
الهراش: أشدّ الْقِتَال مثل مهارشة الْكلاب. وَأَرَادَ بالحوامل الأرجل.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute