اجْتمعت جماعةٌ من الحيّ على شرابٍ فتغنّى أحدهم بقول حسّان: إنّ الَّتِي ناولتني فَردَّتهَا الْبَيْت وَقَوله: كلتاهما حلب الْعصير الْبَيْت فَقَالَ رجلٌ مِنْهُم: كَيفَ ذكر واحدةٌ بقوله إنّ الَّتِي ناولتني فرددتها ثمَّ قَالَ كلتاهما فَجَعلهَا اثْنَتَيْنِ قَالَ أَبُو ظبْيَان: فَلم يقل أحدٌ من الْجَمَاعَة جَوَابا فَحلف رجلٌ مِنْهُم بِالطَّلَاق ثَلَاثًا إِن بَات وَلم يسْأَل القَاضِي عبد الله بن الْحسن عَن تَفْسِير
هَذَا الشّعْر قَالَ: فَسقط فِي أَيْدِينَا ليمينه ثمَّ اجْتَمَعنَا على قصد عبيد الله. فحدّثنا بعض أَصْحَابنَا السعديّين قَالَ: فيمّمناه نتخطّى إِلَيْهِ الْأَحْيَاء فصادفناه فِي مسجدٍ يُصَلِّي بَين العشاءين فلمّا سمع حسّناً أوجز فِي صلَاته.
ثمَّ أقبل علينا فَقَالَ: مَا حَاجَتكُمْ فبدر رجلٌ منا كَانَ أحسننا بقيّة فَقَالَ: نَحن أعزّ الله القَاضِي قومٌ نَزَعْنَا إِلَيْك من طَرِيق الْبَصْرَة فِي حَاجَة مهمّة فِيهَا بعض الشَّيْء فَإِن أَذِنت لنا قُلْنَا. فَقَالَ: قُولُوا. فَذكر يَمِين الرجل والشّعر. فَقَالَ: أمّا قَوْله: إنّ الَّتِي ناولتني فإنّه يَعْنِي الْخمر. وَقَوله: قتلت أَرَادَ مزجت بِالْمَاءِ.
وَقَوله: كلتاهما حلب الْعصير يَعْنِي الْخمر ومزاجها فالخمر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute