.
(يغشون حتّى مَا تهرّ كلابهم ... لَا يسْأَلُون عَن السّواد الْمقبل)
(بيض الْوُجُوه كريمةٌ أحسابهم ... شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل)
فَقَالَ لي: ادن ادن لعمري مَا انت بدونهما. ثمّ أَمر لي بثلثمائة دِينَار وَعشرَة أقمصه لَهَا جيبٌ وَاحِد وَقَالَ: هَذَا لَك عندنَا فِي كلّ عَام.
وَذكر أَبُو عَمْرو الشّيبانيّ هَذِه القصّة لحسّان مَعَ عَمْرو بن الْحَارِث الْأَعْرَج وأتى بالقصّة أتمّ من هَذِه الرِّوَايَة قَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ حسّان بن ثَابت: قدمت على عَمْرو بن الْحَارِث فاعتاض الْوُصُول إِلَيْهِ فَقلت للحاجب بعد مدّة: إِن أَذِنت لي عَلَيْهِ وإلاّ هجوت الْيمن كلّها. ثمَّ انقلبت عَنْكُم فَأذن لي فَدخلت فَوجدت عِنْده النَّابِغَة وعلقمة بن عَبدة فَقَالَ لي: يَا ابْن الفريعة قد عرفت نسبك فِي غسّان فَارْجِع فَإِنِّي باعثٌ إِلَيْك بصلَة سنيّة وَلَا تحْتَاج إِلَى الشّعْر فَإِنِّي أَخَاف عَلَيْك هذَيْن السّبْعين أَن يفضحاك فضيحتك فَضِيحَتِي وَأَنت وَالله لَا تحسن أَن تَقول: الطَّوِيل
(رقاق النّعال طّيبٌ حجراتهم ... يحيّون بالرّيحان يَوْم السّباسب)
فأبيت وَقلت: لَا بدّ مِنْهُ فَقَالَ: ذَاك إِلَى عمّيك. فَقلت لَهما: بحقّ الْملك إلاّ مَا قدّمتماني عَلَيْكُمَا فَقَالَ: قد فعلنَا. فأنشأت أَقُول:
(أَبنَاء جَفْنَة عِنْد قبر أَبِيهِم ... قبر ابْن مَارِيَة الْكَرِيم الْمفضل)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute