للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَيْضا: هما تفلا من تفل تفلاً من بَابي ضرب وَقتل من البزاق يُقَال: بزق ثمَّ تفل. والنابح: أَرَادَ بِهِ من يتعرّض للهجو والسبّ من الشُّعَرَاء وَأَصله فِي الْكَلْب. وَمثله العاوي بِالْعينِ الْمُهْملَة. والرّجام: مصدر راجمه بِالْحِجَارَةِ أَي: راماه. وراجم فلانٌ عَن قومه: إِذا دَافع عَنْهُم جعل الهجاء كالمراجمة لجعله الهاجي كَالْكَلْبِ النابح. وكأنّ الأعلم لم يقف على مَا قبل هَذَا الْبَيْت وَلِهَذَا ظنّ أنّ ضمير التَّثْنِيَة لشاعرين من قومه نزع فِي الشّعْر إِلَيْهِمَا.

وَهَذَا الْبَيْت آخر قصيدةٍ للفرزدق قَالَهَا آخر عمره تَائِبًا إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ ّ ممّا فرط مِنْهُ من مهاجاته النَّاس وَقذف الْمُحْصنَات وذمّ فِيهَا إِبْلِيس لَا غوائه إيّاه فِي شبابه. وَهَذِه أَبْيَات مِنْهَا: الطَّوِيل

(أم ترني عَاهَدت ربّي وإنّني ... لبين رتاجٍ قَائِما ومقام)

(على حلفةٍ لَا أشتم الدّهر مُسلما ... وَلَا خَارِجا من فيّ زور كَلَام)

(وأصبحت أسعى فِي فكاك قلادةٍ ... رهينة أوزارٍ عليّ عِظَام)

(وَلم انتبه حتّى أحاطت خطيئتي ... ورائي ودقّت للأمور عِظَامِي)

(أطعتك يَا إِبْلِيس سبعين حجّةً ... فلمّا انْتهى شيبي وتمّ تمامي)

(فزعت إِلَى ربّي وأيقنت أنّني ... ملاقٍ لأيّام الْمنون حمامي)

(أَلا طالما قد بتّ يوضع نَاقَتي ... أَبُو الجنّ إبليسٌ بِغَيْر خطام)

(يظلّ يمنّيني على الرّحل واركاً ... يكون ورائي مرّةً وأمامي)

(يبشّرني أَن لَا أَمُوت وأنّه ... سيخلدني فِي جنّةٍ وَسَلام)

...

<<  <  ج: ص:  >  >>