والكرمانيّ فِي هَذَا تَابع لصَاحب الصِّحَاح فإنّه قَالَ فِيهِ: ذُو الْمجَاز مَوضِع بمنى كَانَ بِهِ سوقٌ فِي الْجَاهِلِيَّة. وَتَبعهُ أَيْضا وذُو النجيل فِي رِوَايَة ثَعْلَب بضمّ النُّون وَفتح الْجِيم كَذَا رَأَيْته مضبوطاً فِي نشخة صَحِيحَة قديمَة من أَمَالِيهِ عَلَيْهَا خطوط الأئمّة. قَالَ ابْن الْأَثِير فِي المرصّع: ذُو الّجيل بِضَم النُّون وَفتح الْجِيم: مَوضِع من أَعْرَاض الْمَدِينَة وينبع اه.
وَرُوِيَ أَيْضا: ذُو النّجيل بِضَم النُّون وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَهُوَ مناسبٌ أَيْضا قَالَ ابْن الْأَثِير فِي المرصّع: هُوَ عين قرب الْمَدِينَة وَأُخْرَى قرب مكّة وَمَوْضِع دوين حضوموت. وكلا هذَيْن اللَّفْظَيْنِ غير مَوْجُود فِي مُعْجم مَا استعجم للبكريّ.
وَقَوله: وَقد أرى قد للتحقيق وأرى بِمَعْنى أعلم معلّق عَن الْعَمَل بِمَا النافية وَالْجُمْلَة بعْدهَا سادّة مسدٌ المفعولين. وَقَوله: وأبيّ الْوَاو للقسم وَجُمْلَة الْقسم مُعْتَرضَة بَين أرى وحرّفه بَعضهم فَرَوَاهُ: وَلَا أرى بِلَا النافية مَوضِع قد وَزعم أنّ الْجُمْلَة المنفيّة جَوَاب الْقسم وأنّ مفعولي أرى محذوفان تَقْدِيره: لَا أَرَاك أَهلا لذِي الْمجَاز. وَقيل: لَا دعائيّة. هَذَا كَلَامه.
وَلم يرو هَذِه الرِّوَايَة أحدٌ وَالثَّابِت فِي رِوَايَة ثَعْلَب وَغَيره من شُرُوح المفصّل هُوَ مَا قدّمناه وَلَيْسَ الْمَعْنى أَيْضا على مَا أعربه فتأمّل.
وَقَالَ بَعضهم: ارى بالمبنيّ للْمَفْعُول بِمَعْنى أظنّ وبكسر الْكَاف من أحلك ولَك وَكِلَاهُمَا لَا أصل لَهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute