للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخطب إِلَيْهِ عبد الْملك بن مَرْوَان بعض بَنَاته لبَعض وَلَده فَأَطْرَقَ سَاعَة ثمَّ قَالَ: إِن كَانَ وَلَا بدّ فجنبني هجناءك فَضَحِك عبد الْملك وَعجب من كبر وَدخل عُثْمَان بن حيّان وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: زوّجني بعض بناتك. فَقَالَ: أبكرةً من إبلي تَعْنِي فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: أمجنونٌ أَنْت قَالَ: أيّ شيءٍ قلت لي قَالَ: قلت لَك: زوّجني ابْنَتك. فَقَالَ: إِن كنت تُرِيدُ بكررةً من إبلي فَنعم. فَأمر بِهِ فوجئت عُنُقه فَخرج وَهُوَ يَقُول: الطَّوِيل

(لحا الله دهراً ذعذع المَال كلّه ... وسوّد أَبنَاء الْإِمَاء العوارك)

وَكَانَ لَهُ جَار جهنيّ وَقيل سلامانيّ فَخَطب إِلَيْهِ ابْنَته فَغَضب عقيل وَأَخذه فكتّفه ودهن اسنه بشحم أَو زَيْت وَأَدْنَاهُ من قَرْيَة النَّمْل فَأكل خصيتيه حَتَّى ورم جسده ثمَّ حلّه وَقَالَ: يخْطب إليّ عبد الْملك فأردّه وتجترئ أَنْت عليّ فتخطب ابْنَتي وروى أنّ عمر بن عبد الْعَزِيز عَاتب رجلا من قُرَيْش أمّه أُخْت عقيل بن علّفة

فَقَالَ لَهُ: قبحك الله لقد أشبهت خَالك فِي الْجفَاء فبلغت عقيلاً فَرَحل من الْبَادِيَة حتّى دخل على عمر فَقَالَ لَهُ: أما وجدت لِابْنِ عمّك شَيْئا تعيّره بِهِ إلاّ خؤولتي قبح الله شرّكما خالا فَقَالَ عمر: إِنَّك لأعرابيّ جافٍ أما لَو كنت تقدّمت إِلَيْك لأدّبتك وَالله مَا أَرَاك تقْرَأ شَيْئا من كتاب الله.

فَقَالَ: بلَى إِنِّي لأقرأ. ثمَّ قَرَأَ: إِنَّا بعثنَا نوحًا إِلَى قومه فَقَالَ لَهُ عمر: ألم أقل إنّك لَا تقْرَأ فَقَالَ: ألم اقْرَأ فَقَالَ: إِن الله قَالَ: إِنَّا أرسلنَا نوحًا. فَقَالَ عقيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>