إِلَى أشعار المطبوعين وَالْكَلَام السَّمْح الجزل فليقدم جَرِيرًا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَكَانَ الفرزدق يشبه من شعراء الْجَاهِلِيَّة بزهير وَكَانَ صعصعة جد الفرزدق كَمَا قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي الطَّبَقَات عَظِيم الْقدر فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ اشْترى ثَلَاثِينَ موؤدة ثمَّ أسلم وَصَارَ صحابيا وَأم صعصعة قفيرة بِتَقْدِيم الْقَاف على الْفَاء وبالتصغير بنت مِسْكين الدَّارمِيّ وَكَانَت أمهَا أمة وَهبهَا كسْرَى لزرارة فَوَهَبَهَا زُرَارَة لهِنْد بنت يثربي فَوَثَبَ أَخُو زَوجهَا وَهُوَ مِسْكين ابْن حَارِثَة بن زيد بن عبد الله بن دارم على الْأمة فأحبلها فَولدت لَهُ قفيرة فَكَانَ جرير يعير الفرزدق بهَا وَكَانَ لصعصعة قيون والقين الْحداد مِنْهُم جُبَير ووقبان وديسم فَلذَلِك جعل جرير مجاشعا قيونا وَكَانَ جرير ينْسب غَالب بن صعصعة إِلَى جُبَير فَقَالَ (المتقارب)
(وجدنَا جبيرا أَبَا غَالب ... بعيد الْقَرَابَة من معبد)
يَعْنِي معبد بن زُرَارَة وَكَانَ يعيبهم بالخزيرة وَذَلِكَ أَن ركبا من مجاشع مروا بشهاب التغلبي فسالهم أَن ينزلُوا فَحمل إِلَيْهِم خزيرة فَجعلُوا يَأْكُلُون وَهِي تسيل على لحاهم وهم على رواحلهم والخزيرة بِفَتْح الْخَاء وَكسر الزَّاي المعجمتين وبالراء الْمُهْملَة قطع لحم صغَار تُوضَع فِي الْقدر بِمَاء كثير فَإِذا نضج ذَر عَلَيْهِ الدَّقِيق فَإِن لم يكن فِيهَا لحم فَهِيَ عصيدة وَيُقَال خزير أَيْضا بِدُونِ تَاء تَأْنِيث.
وَأما غَالب أَبُو الفرزدق فَإِنَّهُ كَانَ يكنى أَبَا الأخطل واستجير بقبره بكاظمه فاحتملها عَنهُ الفرزدق وَفِي نهج البلاغة وَقَالَ عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute