رِوَايَة الجاحظ فِي الْبَيَان والتبيين وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة هِيَ رِوَايَة الزبير بن بكار فِي أَنْسَاب قُرَيْش وَتَبعهُ صَاحب الأغاني. وَأَبُو الْحسن الْمَدَائِنِي فِي كتاب المقسات. وَهِي لزيد بن عَمْرو بن نفَيْل كَمَا فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وخدمته. وَكَذَا فِي أمالي الزجاجي الْوُسْطَى وأثبتها الجاحظ لِابْنِهِ سعيد بن زيد ونسبها الزبير بن بكار لنَبيه بن الْحجَّاج. قَالَ أَبُو الْحسن الْمَدَائِنِي: قَالُوا: تزوج عَمْرو بن نفَيْل امْرَأَة أَبِيه نفَيْل بن عبد الْعُزَّى فَولدت زيد بن عَمْرو بن نفَيْل وَكَانَت ولدت الْخطاب أَبَا عمر بن الْخطاب فَكَانَ الْخطاب عَم زيد وأخاه لأمه. وَكَانَ زيد يطْلب الدَّين وَيخرج من مَكَّة إِلَى الشَّام وَغَيرهَا يلْتَمس الدَّين فَكَانَ الْخطاب يعيب عَلَيْهِ خُرُوجه عَن مَكَّة وَطلب الدَّين وَخلاف قومه وَكَانَ يُؤْذِيه
وَأمر امْرَأَته أَن تعاتبه وتأخذه بلسانها فَفعلت فاعتزم على الْخُرُوج فَقَالَ زيد لامْرَأَته صَفِيَّة بنت الْحَضْرَمِيّ:
(لَا تحبسيني فِي الهوا ... ن صفي مَا دابي ودابه)
(إِنِّي إِذا خفت الهوا ... ن مشيعُ ذللٌ ركابه)
(دعموص أَبْوَاب الملو ... ك وجانبٌ للخرق بَابه)
(قطاع أسبابٍ تذ ... ل بِغَيْر أقرانٍ صعابه)
(وَإِنَّمَا ألف الهوا ... ن العير إِذْ يهوى إهابه)