السيرافي من أَن التَّقْدِير: تنبه أَن الله يبسط الرزق مَعْنَاهُ ألم تَرَ أَن الله يبسط الرزق. وَشَاهد ذَلِك قَوْله تَعَالَى: ألم تَرَ أَن الله أنزل من السَّمَاء مَاء فَتُصْبِح الأَرْض مخضرة
. فَهَذَا تنبيهٌ على قدرته وتقريرٌ بهَا. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ من اللغويين: هِيَ ويك بِمَعْنى وَيلك وحذفت اللَّام لِكَثْرَة هَذِه اللَّفْظَة فِي الْكَلَام. وَأَن من قَوْله أَن الله يبسط الرزق مَفْتُوحَة بإضمار اعْلَم. وَاحْتَجُّوا بقول عنترة: ويك عنتر أقدم فالكاف على هَذَا القَوْل ضمير فلهَا مَوضِع من الْإِعْرَاب. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ وي اسمٌ للْفِعْل وَمَعْنَاهَا أتعجب كَمَا تَقول: وي لم فعلت هَذَا فالكاف فِي هَذَا الْوَجْه حرفٌ للخطاب كالكاف فِي رويدك فَهِيَ دَالَّة على أَن التَّعَجُّب موجه إِلَى مُخَاطب لَا إِلَى غَائِب. وانفتحت أَن)
بِتَقْدِير اللَّام أَي: أتعجب لِأَن الله يبسط الرزق. انْتهى كَلَام ابْن الشجري. وَالْبَيْت من معلقَة عنترة الْعَبْسِي. قَالَ شرَّاح الْمُعَلقَة: قَالَ بعض النَّحْوِيين: معنى: ويك وَيحك. وَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ وَيلك. وكلا الْقَوْلَيْنِ خطأ لِأَنَّهُ كَانَ يجب على هَذَا أَن يقْرَأ: ويك إِنَّه كَمَا يُقَال: وَيلك إِنَّه وويحك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute