للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شرح الكافية عشر مسَائِل قد دونت وشرحت. وَكثر فِيهَا التصنيف إِلَى أَن نبغ فِي عصره الْمولى مير حُسَيْن النَّيْسَابُورِي فَأتى فِيهِ بِالسحرِ الْحَلَال وفَاق فِيهِ لتعمقه ودقة نظره سَائِر الأقران فِي الْأَمْثَال. كتب فِيهِ رِسَالَة تكَاد تبلغ حد الإعجاز أَتَى فِيهَا بِغَرَائِب التعمية والإلغاز حَتَّى إِن الْمولى عبد الرَّحْمَن الجامي مَعَ جلالة قدره قَالَ: لَو اطَّلَعت عَلَيْهَا قبل الْآن مَا ألفت شَيْئا فِي علم المعمى. وارتفع شَأْن مَوْلَانَا مير حُسَيْن بِسَبَب علم المعمى مَعَ تعمقه فِي سَائِر العقليات فَصَارَ مُلُوك خُرَاسَان وأعيانها يرسلون أَوْلَادهم إِلَيْهِ ليقرؤوا رسَالَته عَلَيْهِ إِلَى أَن توفّي فِي عَام اثْنَي عشر وَتِسْعمِائَة بعد وَفَاة الجامي بأَرْبعَة عشر عَاما. وَظهر بعدهمَا فائقون فِي المعمى فِي كل قطر بِحَيْثُ لَو جمعت تراجمهم لزادت على مُجَلد كَبِير. ثمَّ قَالَ القطب: وَأَنت إِذا تصفحت كتب الْأَدَب وتتبعت دواوين شعراء الْعَرَب ظَفرت من كَلَامهم بكثيرٍ مِمَّا يصدق عَلَيْهِ تَعْرِيف المعمى لكِنهمْ نظموه فِي قالب اللغز يسْتَخْرج مِنْهُ الِاسْم الَّذِي ألغزوه بطرِيق الْإِيمَاء وَوجدت كثيرا من أَعمال المعمى فِي غُضُون ألغازهم. فَلَيْسَ الْعَجم أَبَا عذرة هَذَا الْفَنّ وَلَكنهُمْ دونوه ورتبوه. وَرَأَيْت كثيرا من ألغاز شرف الدَّين بن الفارض يصدق عَلَيْهِ تَعْرِيف المعمى فِي اصْطِلَاح الْعَجم. وَيقرب من ذَلِك قَول الْقَائِل فِي بختيار:

(وأهيف معشوق الدَّلال ممنعٍ ... يمزقني فِي الْحبّ كل ممزق)

...

<<  <  ج: ص:  >  >>