للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من لفظ الْعَمى وَهُوَ تَغْطِيَة الْبَصَر عَن إِدْرَاك الْمَعْقُول. وكل شَيْء تغطى عَنْك فَهُوَ عمى عَلَيْك. وَإِذا اعتبرته من حَيْثُ أَنه ستر عَنْك ورمس سميته مرموساً مَأْخُوذ من الرمس وَهُوَ الْقَبْر كَأَنَّهُ قبر وَدفن ليخفى مَكَانَهُ عَن ملتمسيه. قد صنف بعض النَّاس فِي هَذَا كتابا وَسَماهُ كتاب المرموس وَأَكْثَره رَكِيك عَامي.

وَإِذا اعتبرته من حَيْثُ أَن مَعْنَاهُ يؤول إِلَيْك أَي: يرجع أَو يؤول إِلَى أصل سميته مؤولاً وَسميت فعلك تَأْوِيلا. وَأكْثر مَا يخْتَص هَذَا بِالْآيَاتِ وَالْأَخْبَار. وَالتَّفْسِير يخْتَص بِاللَّفْظِ والتأويل بِالْمَعْنَى.

وَإِذا اعتبرته من حَيْثُ صعوبة فهمه واعتياص استخراجه سميته عويصاً. وَهَذَا يخْتَص بمشكل كل علم يُقَال مِنْهُ مَسْأَلَة عويصة وَعلم عويص. وَإِذا اعتبرته من حَيْثُ أَن غَيْرك حاجاك بِهِ)

أَي: استخرج مِقْدَار حجاك وَهُوَ عقلك أَو مِقْدَار ريثك فِي استخراجه مشتقاً من الحجو وَهُوَ الْوُقُوف واللبث سميته محاجاة ومسائله أحاجٍ وأحدها أحجية وأحجيا. وَهَذَا أَيْضا لَا يخْتَص بفن وَاحِد من الْعُلُوم وَإِن كَانَ الحريري صَاحب المقامات قد أفرد لَهُ بَابا. وَإِذا اعتبرته من حَيْثُ أَنه قد عمل لَهُ وجوهٌ وأبواب مشتبهة سميته لغزاً وَسميت فعلك لَهُ إلغازاً مَأْخُوذ من لغز اليربوع.

وَإِذا اعتبرته من حَيْثُ أَن وَاضعه كَانَ يعاييك أَي: يظْهر إعياءك.

<<  <  ج: ص:  >  >>