فأحرقت. انْتهى مَا أوردهُ صَاحب الأغاني مُخْتَصرا. قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي خطْبَة أدب الْكتاب: مازح مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان الْأَحْنَف ابْن قيس فَمَا رئي مازحان أوقر مِنْهُمَا فَقَالَ لَهُ: يَا أحنق مَا الشَّيْء الملفف فِي البجاد فَقَالَ: السخينة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. أَرَادَ مُعَاوِيَة قَول الشَّاعِر:
(إِذا مَا مت ميتٌ من تميمٍ ... فسرك أَن يعِيش فجِئ بزاد)
(بخبزٍ أَو بلحمٍ أَو بتمرٍ ... أَو الشَّيْء الملفف فِي البجاد)
(ترَاهُ يطوف الْآفَاق حرصاً ... ليَأْكُل رَأس لُقْمَان بن عَاد)
والملفف فِي البجاد: وطب اللَّبن. وَأَرَادَ الْأَحْنَف أَن قُريْشًا كَانَت تعير بِأَكْل السخينة وَهِي حساء من دَقِيق يتَّخذ عِنْد غلاء السّعر وعجف المَال وكلب الزَّمَان. انْتهى.
قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شَرحه: هَذَا الشّعْر ليزِيد بن عَمْرو بن الصَّعق وَذكر الجاحظ أَنه لأبي المهوش الْأَسدي. وَالَّذِي اقْتضى ذكر الشَّيْء الملفف فِي البجاد وَذكر السخينة فِي هَذِه الممازحة أَن مُعَاوِيَة كَانَ قرشياً وَكَانَت قُرَيْش تعير بِأَكْل السخينة. وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما بعث
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute